- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الجزائر: ذكرى «الحايك»

MOHOUB_CHERIFAنصيرة بلامين

أحيا المتحف العمومي الوطني للزخرفة والمنمنمات وفن الخطّ، قصر مصطفى باشا، أمسية ثقافية تندرج ضمن الأنشطة لإحياء التّراث الوطني الجزائري والذّي يتعلّق بالألبسة التّقليدية منها “الحايك”، الذّي كانت له مهمة تاريخية لإثبات الشّخصية الجزائرية خاصة أثناء الحقبة الاستعمارية.

وقصر مصطفى باشا المتواجد في 12 شارع الإخوة مشري، القصبة السفلى هو يجاور معالم تاريخية دينية مشهورة كـ”جامع كتشاوة”، وكلمة “كتشاوة” هي تركية وكانت تعني “رحاب المعزّ” قبل بنائه, حسب ما أعلمنا به أحد أبناء القصبة، محمد بلهور.

وقال أحد منشطي هذه الأمسية، أنّ الإرث الحضاري للحايك له “شنة وهمة وسترة واحترام للرّجل وهو الزّي الذّي ميّز نساء القصبة الجزائرية ويعود تاريخه إلى القرن 16 في القصبة، القلب النّابض للعاصمة الجزائرية”.

أمّا “عايشة عمامرة”، مديرة المتحف، قالت: “الحايك يمسّنا كلنا سواء كنّا في العاصمة أو في أيّ منطقة بالجزائر فالعرائس يخرجن من بيوت والدهن مرتديات الحايك”.

وقال “عاودية لوناس” رئيس جمعية دبوز لوني أرزقي: “الكلام عن الحايك يطول، إذ لديه ذكرى عظيمة في مصير استقلال الشّعب الجزائري، وعلى الشّباب الجزائري أن يعوا أنّ الحايك هو رمز لشرفنا وكبريائنا وعزتنا لقد كان مثالاً للمقاومة الثّقافية أثناء الاحتلال الفرنسي”.PATIOé

غاشي سليمان، مدير المركز الوطني للأبحاث الأنثروبولوجيا التاريخية وما قبل التاريخية، تحدث عن اتفاقية التراث الثقافي اللاّمادي المصادق عليها سنة 2003، وأنّه قبل هذه الاتفاقية كانت الدّول تحمي تراثها وفقًا لقوانين وطنية كقانون 1998، قانون الملك التراث الثقافي، حيث أنّ هذا القانون ينوه بالقانون المادي واللامادي وكل ما علاقة له بالرّمزيات أو نظام الرّموز التي تستعملها الشّعوب وكيف تتخيّلها.

كما هناك اتفاقية 1972 لليونيسكو التّي تحمي فقط التّراث المادي ولذا كان واجب وجود اتفاقيات أخرى لحماية بقية التّراث.

كما قال أنّ العالم مهدّد بثقافة العولمة، ثقافة المسيطر القويّ، التّي تدوس على ثقافات الشّعوب وتعدّدها، فعندما نكون فقدنا كلّ شيء تبقى لنا ثقافتنا، وخير دليل على ذلك هو ما حدث لليابان بعد انفجار القنبلتين النوويتين، كرّست جهودها لإحياء التّراث الياباني، وهذا دليل أننا أمام الآخرين نحن مختلفون ولا أحد يشبه الآخر ولذا كانت التّعددية الثّقافية شيئًا إيجابيًا.