بسّام الطيارة
يا أهل العراق: داعش من وراءكم والمالكي أمامكم وأميركا فوق رؤوسكم. يا أهل سوريا: داعش وراءكم والنصرة أمامكم وطائرات النظام فوق رؤوسكم. يا أهل فلسطين مصر وراءكم والسلطة أمامكم وطائرات إسرائيل تقصف فوق رؤوسكم. يا أهل لبنان ، يا أهل اليمن يا أهل تونس يا أهل مصر يا أهل الصحراء الكبرى والصغرى… في كل مكان في كل زاوية من الوطن العربي يتناتش أعداء العروبة والعرب الجسد المنهك لهذه المجتمعات التي سكتت على حكامها منذ عقود طويلة.
نعم! المسؤول الوحيد عن هذه الحالة التي وصلت إليها شعوبنا العربية هي هذه الشعوب التي رضيت بالذل والهوان مقابل فتات من الحرية الاستهلاكية وليس الحرية المطلقة. هذه الشعوب التي اكتفت بالحاضر دون أن تنظر إلى المستقبل. هذه الشعوب التي غاصت في شوفينية إقليمية منطوية. هذه الشعوب التي اكتفت بالقليل عن جهل فيما الحكام ينهلون من ثروات بلادها، هذه الشعوب هي المسؤولة الأولى عما يصيبها اليوم.
هذه الشعب التي نسيت حكمها وباتت تسودها مبادئ مثل «دبر حالك» أو «أنا وأخي على ابن عمي» أو «ألف قلبة ولا غلبة واحدة» والتي باتت بمتخصصة بالـ«حربقة» والاحتيال التي غاصت في ما تعتقده «حداثة» وابتعدت عن أصول نمو المجتمعات خطوة خطوة.
غزتها الأفلام تنقل لها صور مجتمعات حديثة مرت بمراحل نمو وتطور لم تعرفها مجتمعاتها، فأرادت تقليدها فأخذت القشور لأنها لا تملك غيرها. ومدها الحكام الفاسدون بالمزيد كمخدر يمنعها من الثورة والمطالبة بالعلم والثقافة الحقيقية التي تقود إلى الحداثة الحقيقية مروراً بالتطور والتطوير.
القشور غطت عادات وتقاليد متناقضة مع بريقها فولدت نفسيات تحمل التناقضات الكبرى التي تنعكس اليوم في ما نراه يومياً من مممارسات شاذة في مسار نمو أعوج وتطور لا هدف له سوف الإشباع الآني الغريزي.
الغرب استفاد وشجع هذا المسار صافح الديكتاتوريات ومدحها لمصالح خاصة تفيد شعوبه. الغرب ما زال، يستفيد ويمدح الحكام لمصالح خاصة تستفيد منها شعوبه واقتصادياته.
المستفيد الآخر الشريك الموضوعي لهذا الغرب النهم الأناني هو «الداعشي النصراوي القاعدي التكفيري» الذي سعد بابتعاد المسار الحداثي عن مسالكه الصحيحة.
يا أهل العرب «الداعشي النصراوي القاعدي التكفيري» وراءكم والحكام المستبدين المستغلين أمامكم والغرب بتقنياته فوق رؤوسكم فما أنتم فاعلون؟