- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

لم تنته الحرب

Attwi Moammar 2014معمر عطوي
في زحمة المفاوضات حول التهدئة في قطاع غزة، لم تنته الحرب، بل انتهت معركة ولا يزال هناك الكثير من المعارك التي تنتظرها غزة ويخشاه العدو، كما ينتظرها لبنان ومصر وسوريا وشرقي الأردن. معارك لا تنته طالما هناك كيان مزروع في قلب الأمة العربية يستغل أرض وخيرات فلسطين التاريخية وجزء من الجولان المحتل، عدو يتحكم باقتصادات وتسليح وسياسات الدول العربية كما يشاء. لا نفع لذكر أرقام الشهداء الذين بدأ سقوطهم منذ العام 1936 وربما قبل ذلك. كما لا نفع لذكر اسماء الجرحى والمصابين وهم بالآلاف وربما بالملايين منذ النكبة وحتى اليوم. أما هدم البيوت والمرافق العامة. فلا أظن أن في العالم العربي مرفقاً عاماً سوياً في ظل أنظمة استبدادية تقمع شعوبها باسم الحفاظ على الأمن، فيما ذهب الأمن وبقي القرد جالساً يستغل شعبه في حرب ضد وحش “داعش” خلقه الديكتاتور بنفسه ليبرر استمرار استبداده. ليست نهاية الحرب في غزة كما يعلنون، وربما ليست هدنة طويلة، بل هي مجرد فرصة للم الأشلاء، وترميم بعض ما يمكن أن يحمينا من حر الصيف وقسوة الشتاء. لكن الحرب مستمرة والعدو يواصل تحشيد ترسانته واستغلال الغرب لمصلحته على الرغم مما تكبده من خسائر في الجنود والعتاد والمعنويات على أيدي ثلة من شباب لا يساوون شيئاً في ميزان الواقع والمقارنة المادية مع جيش “اسطوري”. هي حرب بين جيش تحطمت اسطورته في لبنان قبل اعوام، وبين شعب اعزل ليس لديه سوى بعض انفاق وبعض مقاتلين اشداء محاصرين من كل حدب وصوب، من الاخوة قبل الأعداء. لكن هذا “شعب الجبارين”، كما كان يقول الشهيد ابو عمار، أثبت بجدارة أن الحرب ستستمر وأن العدو لم يعد يملك سر الخلود وإكسير الحياة الذي أعطته اياه دول ومنظمات عالمية على مدى 70 عاماً. الانتصار ظهر في هذه الدول قبل أن يظهر من فوهات الحفر والأنفاق في مستوطنات جنوب فلسطين. ظهر في مقاطعة أجنبية واسعة لكل بضائع هذا الكيان الغاصب ومنتوجات مستوطناته التي قضمت المزيد من أراضينا. ظهر من خلال حملات التوعية الواسعة في عواصم عالمية -غير عربية- من خطر هذه الجرثومة. ظهر من خلال تظاهرات واعتصامات عارمة قادها ذوو العيون الزرق والشعر الأشقر قبل السمر واصحاب الشعر الأسود. طالما ان الوعي بباطل هذا الكيان بدأ يتجلى في كافة أرجاء الأرض، ستمتمر الحرب ولم تنته. والمعركة المقبلة ستكون أشرس وأكثر وضوحاً، ربما بعد عشر سنوات وربما بعد نصف قرن. لكنها ستكون حرب البشارة بانتهاء اسطورة اسمها اسرائيل.