- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

هولاند: سوريا « أمام خيار مر ما بين ديكتاتور ومجموعة إرهابية»

Capture d’écran 2014-08-21 à 07.26.21باريس – بسّام الطيارة

كل خيارات الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند التواصلية تبدو كردات فعل لا أكثر ولا أقل. في «عز العطلة الصيفية» قرر هولاند الرد على «كل الانتقادات» التي حملتها الصحف الفرنسية في الأيام العشرة الأخيرة. انتقادات طالت فشله في الداخل الذي أبرزته أرقام التراجع في كافة المرافق الاقتصادية وطالت الانتقادات أيضاً سياسته الخارجية المبنية على «تردد وتبعية لأميركا»، من هنا جاءت مقابلته «الطويلة» مع صحيفة «لوموند».

وفي سياق رده أعلن عن عزمه الدعوة إلى مؤتمر دولي لقطع دابر داعش وجعله تحت عنوان: «الأمن في العراق ومحاربة الدولة الإسلامية»، ويأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت واشنطن عن مبادرة للرئيس الأميركي باراك حسين أوباما حول العراق عندما تترأس الولايات المتحدة مجلس الأمن الدولي في مطلع الشهر المقبل. من هنا بدا أن هولاند يريد أن «يسبق أوباما» ويريد محو فكرة التبعية.

إذاً هي دعوة موجهة للشركاء الأوروبيين من دون تحديد موعد أو مكان لقاء ولا «بروفيل» الجهات التي يمكن أن تشارك في مؤتمر على شاكلة مؤتمر عقد في الإليزيه حول نيجيريا وخطر جماعة «بوكو حرام» وهو المؤتمر الذي خرج بـ«توصيات شفهية» حول ضرورة التعاون الإقليمي من دون أي نتائج عملية على الأرض الأفريقية.

مصادر في الإليزيه قالت لـ«أخباربووم» إن إطلاق الدعوة وشرح مضمونها وتفاصيلها سيتم في خطاب الرئيس في المؤتمر السنوي لسفراء فرنسا في العالم الذي يعقد في٢٧ آب/أغسطس. ومن المنتظر أن تشمل الدعوة أعضاء مجلس الأمن ودول الجوار العراقي إضافة ممثلين عن الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية.ومن المنتظر أن تكون إيران مدعوة إلى المؤتمر وهو ما قد يثير حفيظة دول الخليج وبشكل خاص السعودية. إلا أن مصدراً فرنسيا مطلعاً على هذه التحضيرات أكد أن «الرياض باتت تدرك خطر داعش المتطور والذي يمكن أن يطال أراضيها». وأضاف أن التعاون الاستخباراتي والعسكري بين دول المنطقة «لا يستثني أحد» من دون أن يؤكد ما إذا كان ذلك يشمل النظام السوري.

الحسم العسكري على الأرض العراقية هو بين أيدي واشنطن، من هنا يتسائل البعض عما يمكن أن تقدمه باريس من جديد بخلاف توجيه الدعوة؟ في الواقع إن باريس تعتمد على عدة عوامل يمكن أن تشكل أوراقاً في يدها: ١) يمكن للديبلوماسية الفرنسية أن تلعب على  التباعد الحاصل بين الرياض والقاهرة من جهة وواشنطن من جهة أخرى. ٢) ما زالت العلاقة بين باريس والدوحة جيدة بخلاف علاقة الدوحة بعدد من العواصم الأوروبية التي تتهم القطريين بتمويل داعش. ٣) يمكن لباريس أن تلعب دور «تقريب وجهات نظر بين الدوحة وأنقرة من جهة و والرياض من جهة أخرى. ٤) كسبت باريس بعض النفوذ لدى الأكراد جراء مواقفها الداعية لتسليحهم. ٥) قد يصادف تاريخ المؤتمر (في حال تبلورت الفكرة نحو باب التنفيذ) مع تسليم باريس للفرقاطة حاملة الطائرات لروسيا وهو ما يمكن أن «يطري» المواقف الروسية.

ومما زاد من تلوين مسألة المؤتمر بطابع «الابتعاد عن تبعية واشنطن» هو النقد المباشر الذي وجهه هولاند لأوباما بسبب تراجعه عن ضرب سوريا ما تسبب بإحراج موقف هولاند الذي ظهر عاجزاً عن القيام بضربة من دون مساعدة أميركية. ولم يتردد هولاند خلال المقابلة من التشديد على أن عدم عدم ضرب سوريا هو الذي دعم داعش بقوله «لو قمنا بعمل جديوصولاً لعملية الانتقالية لما كنا اليوم نواجه (داعش)»  واعتبر أن غياب ردة فعل قوية وحاسمة للضرب النظام السوري بسبب خطورة استخدام الأسلحة الكيماوية. هو الذي وضع العام اليوم « أمام خيار مر ما بين ديكتاتور ومجموعة إرهابية».