- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

أوباما والأسد في خندق واحد !!

Najat2014نجاة شرف الدين

إستعاد وزير الخارجية السوري وليد المعلم قوته الناعمة ، وبدا بهدوءه المعهود واثقا أن العالم اليوم لن يستطيع أن يشن حربه على العدو المشترك حاليا ، وهو الدولة الإسلامية في العراق والشام ( داعش ) من دون الحاجة الى التعاون مع سوريا ، معتبرا ” أن أبرز ما شهده العالم  هو قرار مجلس الأمن في مكافحة إرهاب داعش وجبهة النصرة في سوريا”  ، مؤكدا ” ترحيب سوريا بهذا القرار ، وإن كان متأخراً ونلتزم به ونرحب بكل القوى الملتزمة في هذا القرار”  .  المعلم الذي أراد توجيه رسالة مباشرة الى الولايات المتحدة الأميركية ، رد في المؤتمر الصحافي الذي عقده في دمشق على سؤال واشنطن ولندن كونها من هذه القوى المرحب بها بقوله ” نعم واشنطن ” .
الترحيب السوري والذي إعتبره البعض خشبة خلاص للنظام ، ليعيد موقعه من خلاله على الساحة الدولية عبر طرح نفسه  كواحد من الدول المواجهة للتطرف الداعشي ، تبعه موقف روسي على لسان وزير الخارجية سيرغي لافروف دعا فيه  “الحكومات الغربية والعربية للعمل مع الرئيس السوري بشار الأسد للتصدي لمقاتلي  داعش”.
صحيح أن الموقف الروسي لم يكن مفاجئا نظرا للتحالف مع سوريا ،  إلا أن الموقف الفرنسي بدا متراجعا عن هجمته المعهودة على النظام عندما قال وزير الخارجية لوران فابيوس إنه “لا يمكن التحرك بشكل فعال في العراق دون التساؤل عن الوضع في سوريا ” معربا عن أمله”  في ان تتحرك دول المنطقة كافة ومن ضمنها ايران، والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي، معا ضد ارهابيي تنظيم “داعش”. إلا أن اللافت كان الموقف الذي أطلقه رئيس لجنة الإستخبارات والأمن في مجلس العموم البريطاني السير مالكولم ريفكايند، الذي  دعا واشنطن وحلفاءها الى الإستعداد للعمل مع نظام الرئيس السوري كي يكون هناك أمل في هزيمة التنظيم المتشدد.
كثيرة هي النقاشات التي إنطلقت في الإعلام كما في السياسة حول التحالف الدولي لمحاربة داعش ، وإمكانية التعاون مع النظام السوري ، وكثيرة هي التباينات التي ظهرت بالنظرة الى الواقع ، بين الخوف من التمدد الداعشي وتشكيله خطرا يهدد الجميع والدعوة الى القضاء عليه عبر ” قطع رأسه ”  ، وبين من يدعو الى توجيه ضربات جوية وتشكيل قوة على الأرض في العراق بالتعاون مع حلفاء اميركا من دون الإستعانة بسوريا وحتى إيران . هذا الجدل زاد من حدته صورة الصحافي الأميركي جيمس فولي ، الذي تم قطع رأسه من قبل داعش ، هو ما أثار حالة من الرعب في الأوساط الغربية ، إضافة الى التحرك لداعش باتجاه أربيل والذي أوقفته الضربات الجوية الأميركية ، ما إستدعى تحركا دوليا في إتجاه تشكيل تحالف للقضاء على داعش .
صحيح أن الرئيس الأميركي أكد أن الحرب طويلة ، وهو ما كرره رئيس هيئة الأركان الجنرال مارتن ديمبسي ، إلا أن التحضيرات للمواجهة كانت بدأت مع تكليف رئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي ، الذي أراد توجيه رسالة إطمئنان الى السنة في أوّل مؤتمر صحافي له عقده بعد تكليفه، عندما قال  “أنه لا مكان لأي جماعة مسلحة خارجة عن إطار الدولة، مؤكداً أنّ أي جهد لإسناد الدولة يجب أن يكون تحت إشراف القوات المسلحة  “، وتواصلت مع زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الى بغداد  ، وإستكملت مع اللقاء الأول بين إيران والمملكة العربية السعودية عبر زيارة مساعد وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان الى الرياض ولقاءه وزير الخارجية الامير سعود الفيصل .
أوباما دخل مجددا في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب ألداعشي ، والأسد أعلن إنضمامه الى هذا التحالف من دون إنتظار الدعوة اليه ، ويبدو أن ثورة الأمس التي فرقتهم ، إستطاع العدو الداعشي المشترك أن يعيد جمعهم اليوم في الخندق الواحد …