- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

هل يدفع نتانياهو ثمن الهزيمة؟

Capture d’écran 2014-08-28 à 07.16.04في إسرائيل صمتت صفارات الانذار التي تحذر من الصواريخ القادمة من قطاع غزة. وكتب المحلل شيمون شيفر في صحيفة يديعوت أحرونوت أكثر الصحف الإسرائيلية مبيعا “بعد 50 يوما من الحرب التي قتل فيها تنظيم إرهابي عشرات الجنود والمدنيين ودمر أسلوب حياتنا اليومية ووضع البلاد في محنة اقتصادية… كنا نتوقع أكثر من اعلان وقف اطلاق النار. “كنا نتوقع أن يذهب رئيس الوزراء إلى مقر الرئيس ويبلغه بقرار الاستقالة من منصبه.”

ولكن خرج نتنياهو ليقول في مؤتمر صحفي إن إسرائيل وجهت لحماس أقوى ضربة على الإطلاق ورفضت مطالبها للتوصل إلى هدنة. واضاف إن من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان الهدوء سيطول. ثم هدد نتنياهو حماس قائلا “إذا استأنفت إطلاق النار لن نتهاون حتى مع قطعة صاروخ على أي جزء من اسرائيل. سنرد بعنف أشد من ذي قبل.”

لكن معلقين اسرائيليين أبدوا خيبة أملهم إزاء قيادة نتنياهو لأطول جولة قتال بين إسرائيل والفلسطينيين خلال عشر سنوات. وعبر أعضاء في الائتلاف الحاكم الذي يقوده نتنياهو أيضا عن خيبة أمل مماثلة.

وأظهرت استطلاعات رأي إسرائيلية تراجع شعبية نتنياهو بشدة وهو ما أورده تلفزيون القناة العاشرة الاسرائيلية حيث منحه المشاهدون في استطلاع رأي 55 في المئة نزولا من 69 في المئة في بداية الشهر.

فقد دعا اتفاق وقف اطلاق النار الاخير إلى وقف أعمال القتال لأجل غير مسمى وفتح معابر غزة مع إسرائيل على أن يتفق الفلسطينيون ومصر على الفور وتوسيع المنطقة المخصصة للصيد في مياه البحر المتوسط قبالة القطاع. وقال مسؤولون إنه بمقتضى المرحلة الثانية من الاتفاق والتي ستبدأ بعد شهر ستناقش إسرائيل والفلسطينيون بناء ميناء بحري في غزة واطلاق إسرائيل سراح أسرى حماس في الضفة الغربية وربما مبادلتهم برفات جنديين إسرائيليين يعتقد أنها لدى حماس.

قالت إسرائيل إنها وجهت ضربة لحماس بقتل عدد من قادتها العسكريين وتدمير الأنفاق التي يستخدمها مقاتلو حركة المقاومة الإسلامية. وقال يوسي كوهين مستشار الامن القومي لنتنياهو لراديو الجيش الاسرائيلي “الجناح العسكري لحماس ضرب ضربة شديدة نحن نعرف ذلك بوضوح من خلال معلومات مخابراتية لا لبس فيها.”

لكن إسرائيل ظلت تتعرض لإطلاق الصواريخ المستمر منذ حوالي شهرين وتسبب في نزوح جماعي من بعض المناطق الحدودية وأصبح جزءا من الحياة اليومية لعاصمتها التجارية تل أبيب.

وقال عوزي لانداو الوزير في حكومة نتنياهو وهو من حزب اسرائيل بيتنا في أقصى اليمين لراديو اسرائيل “انهم يحتلفون في غزة.” وقال ان نتائج الحرب بالنسبة لاسرائيل “قاتمة للغاية” لانها لم تحقق الردع الكافي الذي يمنع حماس من مهاجمة اسرائيل مجددا. وأبدى ناحوم بارنيا أحد أبرز الكتاب في الصحف قلقه “من أنه بدلا من تمهيد الطريق للقضاء على التهديد من غزة فنحن نمهد الطريق للجولة المقبلة في لبنان أو غزة.”

وكتب في صحيفة يديعوت أحرونوت “توقع الإسرائيليون زعيما .. رجل دولة يعرف ما يريد أن يحققه. شخص يتخذ قرارات وينخرط في حوار صادق وحقيقي مع مواطنيه… حصلوا على متحدث متمرس ليس أكثر.” وكتب بن كاسبيت في صحيفة معاريف اليومية إن إسرائيل لم يتحقق لها النصر في صراع أسفر عن “انهيار صناعة السياحة واقتراب الاقتصاد من الركود.”

ولكن اليكس فيشمان مراسل الشؤون العسكرية في يديعوت أحرونوت دافع عن نتنياهو وكتب “يمكن أن يحسب لرئيس الوزراء ووزير الدفاع أنهما أدركا عدم جدوى هذه المواجهة من اللحظة الأولى وانتهزا كل فرصة ممكنة لوقف اطلاق النار.”

وقدر البنك المركزي الاسرائيلي ان يتسبب الصراع في تراجع معدل النمو المتوقع هذا العام نصف نقطة كاملة.

لكن مع انتظار نتائج الخطوات الدبلوماسية المتوقعة بشأن غزة لم يكن هناك حديث علني بين شركاء نتنياهو في الائتلاف عن اي تحرك لفضه.

وقالت إسرائيل إنها ستسهل تدفق السلع المدنية والمساعدات الإنسانية والخاصة بالاعمار على القطاع إذا حدث التزام باتفاق وقف إطلاق النار.

لكن كوهين قال “حماس … لن تحصل على ميناء اذا لم تعلن انها ستنزع سلاحها. لن تحصل حتى على مسمار واحد ما لم نتأكد من انه لن يستخدم في تعزيز القوة العسكرية لغزة.”