- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

قصف «فيسبوكي» على السلفية

Bassam 2013نقطة على السطر

بسّام الطيارة

لم يعد من الضروري نفي مسألة الصراع بين المسلمين حول تفسير القرآن وإسقاط هذه التفسيرات على الممارسة في الحياة اليومية. وعكس عصر الأنترنيت هذا الصراع بين التيار الأكثرية الإسلامية المسالمة والأقلية المُكَفِرة السلفية.

فمن جهة وجد مسلمون كما عرفناهم منذ قرون: مؤمنون من دون تشدد منهم من يصلي الركعات الخمس ومنهم من يكتفي بصلات العيد والبعض لا يقرب سجادة الصلاة ولكنه مؤمن يحترم خيار الآخرين. مؤمنون بعضهم يأخذ سبيل الحج في عمر يانع ووآخرون يحجون على كبر وآخرون لا سبيل لهم ولكنهم يهنئون حجاج بيت الله. مؤمنون معظمهم من الصائمين وقليل منهم لا يفعلون ولكن لا يتباهون بفعلتهم. ولكن كلهم يحملون في قلبهم القول الكريم «إن الله غفور رحيم».

من جهة أخرى ومنذ فترة وجيزة شهد المشهد الإسلامي هجمة سلفية حمل أصحابها فلسفة إسلامية وممارسة للدين فيها إكراه رغم القول الكريم «لا إكراه في الدين». نحروا المقربين وكل من اعتبروه عدواً لله، قطعوا رقاب وفصلوا رؤوس وهدموا ما بناه السابقون وحطموا أضرحة وداسوا على ذكريات المواطنين واستباحوا المحرمات باسم الدين.

بالطبع هذه موجة تكفيرية سلفية سوف تمر وتضمحل ويمحي آثارها التاريخ ويتابع الإسلام الحنيف مساره التاريخي… وقد شهد التاريخ سوابق مماثلة مرت وعبثت وحطمت قبل أن تختفي.

في عصر أنترنيت يبرز هذا الصراع بين الأكثرية وبين الأقلية السلفية على سطح مواقع التواصل الاجتماعي. في حين ينشر السلفيون صور ومقاطع فيديو تبرز أفعالهم الشنعاء فإن الأكثرية تتابع بهلع ما تراه بعيداً عن كل تعاليم الإسلام.

ولكن نكتشف أن «طليعة رقمية» تريد محاربة السلفية على «طريقتها» فتشتم الدين والأديان. نقرأ على صفحات فيسبوك مثلاً «الطريق المثلى لترك الصلاة.=:-) » أو نقرأ «دع المساجد للعباد تسكنها  / وطف بنا حول خمار ليسقينا / ما قال ربك ويل للذين سكروا ولكن قال ويل للمصلينا» إلخ …

هل تعتقد هذه «الطليعة» أنها بمثل هذا «القصف الفيسبوكي» تدعم الأكثرية في وجه السلفية؟ ألا تدرك هذه «آلطليعة» أنها بذلك تدعم السلفية بشكل غير مباشر وتدفع أفراداً أفراداً ضمن الأكثرية للانتقال إلى السلفية عندما يرون أن دينهم ودين أبائهم وأجدادهم يعامل مثل تلك المعاملة؟