- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

حروق لبنانية برموز دينية

Najat2014نجاة شرف الدين

على الرغم من الإجتماعات الأمنية والسياسية المتواصلة التي تقوم بها الحكومة اللبنانية ، من أجل معالجة ملف الرهائن من العسكريين في عرسال ، وعلى الرغم من إطلاق سراح خمسة عسكريين من الطائفة السنية  مؤخراً وهو ما أصر الخاطفون على إعلانه ، بالرغم من تعقيدات المشهد الذي لم يتم فهمه لكيفية إطلاقهم سوى أن الفضل يعود الى  الشيخ مصطفى الحجيري من عرسال  ، وهو الذي كان ” إستضافهم”  سابقا قبيل نقلهم من جبهة النصرة الى خارج البلدة ، إلا أن كل هذه التطورات تبدو متصلة بسلسلة أحداث أصبحت شبه يومية وفي غير منطقة ، وهي تنذر بتوترات متنقلة  في ظل أجواء من الترقب لترددات ما يحصل في العراق وسوريا من سيناريو مرعب.
صحيح أن اللبنانيين يعيشون اليوم حالة من  الرعب الداعشي خوفا من وصولهم الى مناطقهم ، وصحيح أن الوضع الداخلي المتأزم أصلا سياسيا يسمح بالتصعيد في أي حادثة كبيرة كانت أم صغيرة ، إلا أن الأجواء التي رافقت حادثة حرق العلم الداعشي والذي حصل في منطقة الأشرفية ، والذي أثار موجة من المواقف المستنكرة للخطوة التي قام بها وزير العدل أشرف ريفي ردا على هذا العمل بالدعوة لإتخاذ التدابير اللازمة في حق حارق العلم لما يشكله ” من إعتداء على الرموز والكتابات الدينية المكتوبة على العلم ” .
هذه الحادثة الفردية التي تمت من دون دعوات واسعة، والتي تحمل من قام بها مسؤوليته لوحده مشيرا الى أنه قام بطبع العلم في مكتبة متخصصة وان الحادثة حصلت في السادس من شهر آب الماضي ، وتم نشرها وتداولها على موقع ” يو تيوب ” مع العلم أنه كان يضع هذه الصورة لحرق العلم على صورة حسابه الشخصي لفايسبوك ، إستدرجت حوادث أخرى وفي غير منطقة ولا سيما منها طرابلس حيث تم حرق عدد من الصلبان  وتمت كتابة شعارات الدولة الإسلامية قادمة على جدران عدد من الكنائس في المدينة ، وهو ما زاد الأمر تعقيدا  لناحية تزايد الخوف المسيحي من تكرار مثل هذه الحوادث وإنتشارها في غير منطقة .
هذه الأحداث أضيف إليها إطلاق العسكريين السنة والتهديدات التي أعلنتها النصرة بالذبح لعدد من الرهائن خلال فترة زمنية محددة إذا لم تلب مطالبهم ، ومنها إطلاق سراح سجناء من سجن رومية ، كل ذلك زاد الوضع تعقيدا وخطورة على صعيد الشحن الطائفي، وليس المذهبي فقط، وقدم مادة للتداول في مواقع التواصل الإجتماعي في التعبير المطلق عن الهواجس الطائفية والدعوات التقسيمية أو التهجيرية، وإرتفاع منسوب اللغة الدينية والطائفية .
هذه الأحداث جعلت الكثير من المسيحيين يفكرون في ترتيب أوضاعهم في مناطقهم ، وهم لجأوا الى تعزيز مستوى جهوزيتهم عبر دعوة الشبان للإستعداد والإلتحاق بحراسات ليلية في أحياءهم ، وبدأت هذه الفكرة تتوسع بإتجاه مطالبة البعض بالتسلح من أجل وضع خطط طوارىء عند حصول أي تطور مفاجىء خاصة بعد تجربة المسيحيين في العراق ، وهم يعتبرون أن داعش موجودة في لبنان ومشروعها يقضي بإحتلال مناطق فيه وهي كلها معرضة للإشتعال وإن بدرجات متفاوتة .
يبدو أن الحريق العراقي والسوري الداعشي تحول الى حروق في لبنان ، مما أدى الى إرتفاع منسوب الخوف والرعب ، وهو حتى لو لم يستطع أن يحقق مشروعه ، إلا أنه سيترك ندوبا من الصعب محوها أو إعادة الأمور بين اللبنانيين الى مرحلة ما قبل ألداعشية  …