- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

فرنسا: الأمير سلمان لم يوقع على أي صفقة في الإليزيه

Capture d’écran 2014-09-01 à 23.54.09باريس – بسّام الطيارة (خاص)

استقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز لجولة مباحثات أعقبتها وليمة عشاء في قصر الإليزيه. كان السؤال الأكبر الذي حلق فوق مائدة الطعام الفاخرة في القاعة الذهبية يدور حول «توهل يوقع أم لا يوقع  الأمير السعودي» لما يحمله توقيعه من مليارات لاقتصاد فرنسي مترنح هو بأشد الحاجة لها. إذ أن «دفتر العقود الفرنسي-السعودي» يحمل ما يزيد عن ٢٧ مليار يورو في ثلاث صفقات لم تنفذ حتى الآن.

ولكن مرّ العشاء ولم يوقع الأمير على أي عقد.

يقول مصدر مقرب من الإليزيه إن «أسهل صفقة» هي صفقة  دعم الجيش اللبناني التي أقرت بقيمة ثلاثة مليار دولار «هبة من المملكة لمساعدة لبنان». مصادر في الإليزيه أكدت أنها «شبه منتهية والمتبقي هي تفاصيل تقنية»، وأضافت«إننا في الطور النهائي» . ولكن المهم كما يبدو هو «أن الأمير لم يوقع في حضرة هولاند» رغم أن الرئيس بأمس الحاجة لهذه «الصورة» التي تنعش الوضع الاقتصادي في الوقت الذي تراجعت شعبيته إلى أقل من ١٧ في المئة بسبب سوء الأحوال الاقتصادية، ولكن يبدو أن وراء «رفض التوقيع هذا» أسباب سياسية يدركها هولاند والأمير سلمان ولا يريدان أن يبوحا بها. فقد نقل أحد الحضور عندما تطرق الأمر ساكن الإليزيه إلى الملف اللبناني خلال خطب العشاء قوله «نحب لبنان هذا البلد الجميل وفرنسا مثل السعودية تريد أن تساعده ولكن يجب أيضاً  أن يساعد نفسه» وقد نبه أحد المراقبين إلى أن الرئيس الفرنسي «لم يذكر عقد الـ ٣ مليار» في كلمته. فهل جملة «يجب أن يساعد نفسه» هذ التي تقف عقبة في طريق تنفيذ هذه الصفقة؟

الفرنسيون ينظرون أيضاً بقلق إلى مصير الـصفقات الأخرى وهي صفقة بيع ٦ طرادات من طراز «فريم» و٦ غواصات وهي الصفقة المعروفة باسم «سواري ٣» والتي يقدر ثمنها ما بين ال+ ١٥ والـ ٢٠ مليار يورو.  أما الصفقة الثانية المعروفة باسم «مارك ٣» والتي تقضي لتجهيز المملكة بنظام دفاع جوي حديث وتقدر كلفته بـ ٤ مليار يورو.

السؤال الذي يطرح نفسه وإذا كان الأمير سلمان لم يوقع على عقد ٣ مليار يورو لمساعدة لبنان أمام هولاند وتحت قبة الإليزيه فهل يوقع عقود بـ ٢٤ مليار يورو أمام وزير الدفاع جان إيف لودريان كما أشارت بعض المصادر؟

من المعروف أن صفقات السلاح السعودية هي أساساً وأولاً وأخيراً «صفقات سياسية». إذا لا استعجال سعودي لإبرام أي صفقة اليوم بانتظار نتائج مباحثات سياسية تتناول الملفات الإقليمية وبالدرجة الأولى المؤتمر الذي سيدعي إليه هولاند للتباحث في مصير العراق بشكل رئيسي وبالطبع الملف السوري أيضاً الذي بات مرتبطاً بالحرب في العراق بعد أن ربطت داعش الدولتين وأزالت الحدود،. فالسعودية تريد معرفة لائحة المدعويين وتريد أن تعرف «شروط دعوة إيران» وهي من بلدان الجوار العراقي. كما أن لدى السعودية رغبة في معرفة «إطار الحرب على الإرهاب» التي تستعد الدول الغربية للترويج لها.

ومن الأمور التي «يجب التوافق عليها» المسألة اللبنانية، هل تحمل المملكة الوهابية نفس وجهة نظر فرنسا لحل المسائل العالقة في لبنان؟  أضاب لبنان متغيرات كثيرة في الفترة الممتدة منذ تاريخ «إعلان» عن الهبة لتسليح الجيش اللبناني. فلبنان يخوض اليوم حرب معلنة مع جبهة النصرة وداعش وبالتالي فإن «نوعية السلاح المطلوب» تغيرت بشكل كبير فهل المشاورات التقنية تتناول هذه المتغيرات في طبيعة التسليح، وهل تتطابق وجهات النظر السعودية والفرنسية حول نوعية هذا السلاح؟