غزة ــ سناء كمال
في الذكرى الثالثة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، عادت أجواء الحرب لتلقي بثقلها على الشريط الساحلي الضيق مع الإعلان الإسرائيلي المتكرر عن أن الهجوم على القطاع بات أمراً لا مفر منه، وهو ما ترافق مع موجة اغتيالات جديدة تطال المقاومين بذريعة تهريب الأسلحة.
فقد استشهد مواطن فلسطيني وأصيب اثنان آخران، جراء قصف طائرة استطلاع إسرائيلية “لتكتك” كانوا يستقلونه بالقرب من دوار أبو شرخ بمخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمال قطاع غزة. وأعلنت مصادر طبية فلسطينية أن المواطن عبد الله التلباني (22 عاما) استشهد خلال الغارة، موضحة أنه تم نقل أشلاء جثته إلى مستشفى شمال غزة.
وذكرت القناة العاشرة الإسرائيلية أن القصف استهدف أحد عناصر الجماعات الاسلامية بغزة ويدعى “عبد الله التلباني. وأشارت القناة إلى أن الغارة نفذت بالتعاون بين الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك، وأن الهدف منها كان اغتيال التلباني، زاعمه أنه ضالع في عمليات إطلاق صواريخ على جنوب الدولة العبرية. ولفتت القناة إلى أن الجيش الإسرائيلي طلب من سكان غلاف غزة البقاء في مناطق آمنة، تحسباً لإطلاق صواريخ من قطاع غزة.
وعقب عملية الاغتيال، أكد الناطق بلسان الجيش انه تم استهداف “خلية تخريبية” فلسطينية ضالعة في “نشاط ارهابي”، مشيراً إلى ان “جيش الدفاع سيواصل التصدي بقوة وحزم لأي جهة تمارس الارهاب ضد إسرائيل”.
وفي وقت لاحق، نقل التلفزيون الاسرائيلي تقديرات عن رئاسة اركان الاحتلال ان اسرائيل ستواصل استهداف الخلايا الفلسطينية النشطة التي تعمل على تهريب الاسلحة من سيناء الى قطاع غزة. واعترف محلل عسكري في القناة الثانية بالأمر قائلاً: “نعم الجيش الاسرائيلي يستهدف بين الفينة والاخرى خلايا ونشطاء يعملون في تهريب الاسلحة من شبه جزيرة سيناء الى قطاع غزة”. لكنه لم يفصح اكثر من ذلك.
وفي سياق التصعيد الإسرائيلي، أعلن رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال، الجنرال بينى غانتس، أنه “لا مفر من شن عملية عسكرية كبيرة فى قطاع غزة”. وأوضح، فى بيان بمناسبة الذكرى الثالثة لعدوان “الرصاص المصهور على القطاع، أن “قواته تعي جيداُ كيفية التصدي لهجمات من المقاومة الفلسطينية في القطاع بشكل صارم وعنيف، كما أن أي رد فعل عسكري إسرائيلي سيعد له جيداً وسريعاً”. كما أعرب عن رضاه التام عن ارتفاع مستوى الردع العسكري للجيش الإسرائيلي بعد الدروس المستفادة من خوضه تلك الحرب.
وكان قائد اللواء العسكري الجنوبي المرابط بمحاذاة قطاع غزة في جيش الاحتلال، الكولونيل تال حرموني، قد قال انه اذا تبين للجيش ان قيادة حماس تسمح لعناصر مختلفة باطلاق القذائف الصاروخية باتجاه النقب الغربي فانه قد يتخذ خطوات تكون مؤلمة اكثر من عملية الرصاص المصهور. واعرب عن اعتقاده بان حماس ربما لم تدفع نفس الثمن الذي دفعه حزب الله خلال حرب لبنان الثانية ولذا فانها تسمح لنفسها بالرد على نشاطات جيش الاحتلال.
بدورها، أكدت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أن كل جريمة يرتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني تقربه أكثر من النهاية الحتمية .وقالت، في بيانها العسكري في الذكرى الثالثة لحرب غزة: “نحن اليوم أقوى شكيمة وأكثر بأساً، ولقد كانت معركة الفرقان تجربةً خاضتها المقاومة لأول مرة فصمدت فيها بكل اقتدار، ثم أخذت منها الدروس والعبر لأي مواجهة قادمة مع الاحتلال”. وأضافت “لم تعدُ هذه الحرب عن كونها وقوداً جديداً لمواصلة الطريق نحو انتصارات متتالية”.
وتابعت قائلة: “نؤكد على انتصار غزة في هذه الحرب، والنصر في واقع الشعب المستضعف الواقع تحت الاحتلال لا يقاس بميزان الخسائر أو التضحيات، وإنما بمقدار تحقيق المعتدي لأهدافه، ولقد سقطت كلها بفضل الله تعالى”.