- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

معضلة أوباما: كيف أضرب داعش من دون أن يستفيد بشار؟

Bassam 2013نقطة على السطر

بسّام الطيارة

معضلة كبيرة تكبل «آلتحالف الجديد» الذي يبنيه باراك حسين أوباما لمحاربة داعش ودولتها الإسلامية. تتلخص هذه المعضلة بسؤال واحد لا ثان له وهو: كيف يمكن ضرب الدولة الإسلامية دون أن يستفيد نظام بشّار الأسد من إضعاف داعش؟ يحك أوباما ومعه أركان الحلف الأطلسي وحلفائه رأسهم ويشحذون أدمغتهم بحثاً عن جواب شاف لهذا السؤال وحل مريح لهذه المعضلة.

من هي القوة البديلة التي يمكن أن تحل محل داعش لمتابعة خلخلة النظام السوري الحالي؟

الجيش السوري الحر التابع للائتلاف ؟ لم يعد للمجلس العسكري ذراعه الضاربة قادر على القيام بأي حراك بعد أن تشرذمت هيئاته المقاتلة إما مبايعة للدولة الإسلامية أو بتصفية جسدية على يد داعش مثلما حصل مع الضابط أحمد سعد نعمة أو قيس قطاعنة وغيرهم .

النصرة؟ من الصعب جدا إعلان التعاون مع النصرة المدرجة على لائحة الإهاب والتي تعلن جهاراً انتمائها للقاعدة. إلا أن جبهة النصرة «تتنطح» لأخذ هذا الدور، وهي تحاول بشتى الوسائل رفع إسمها عن لائحة الإرهاب. وهي لم تتردد من وضع هذا الرفع كشرط أساسي للإفراج عن قوات الأمم المتحدة المكلفة  وقف إطلاق النار في الجولان. ويدعمها في هذا التوجه دول إقليمية ترى «أن في جبهة النصرة عناصر يمكن الاعتماد عليها وإبعادها عن حافة التطرف» حسب قول ديبلوماسي عربي في باريس.

من يبقى في الساحة؟ الجبهة الإسلامية؟ أم أحورار الشام؟ في الواقع يمكن أن يصيب هاتين القوتين ما أصاب الجيش السوري الحر، لا بل يتخوف بعض الضباط الغربيين الذين يراقبون الكتائب المقاتلة من أن تكون«عناصر من داعش مندسة في بعض هذه الكتائب وتنتظر أوامر للانتقال بسلاحها» كما حصل عدة مرات سابقاً.

بغياب أي حل على الأرض تنكب أمكيركا ومعها بعض الحلفاء على عمل الدؤوب لبناء «قوة ضاربة» في الجبهة الجنوبية على الحدود الأردنية يمكنها أن تضم بقايا الجيش السوري الحر وبعض عناصر من جبهة النصرة إفرادياً، أي ليس بشكل كتائب تنضم جماعياً. وتتكفل كما يبدو قوات بريطانية وأردنية  وأميركية بتدريب هذه القوات بشكل مكثف لتكون هي رأس حربة مقاتلة داعش مع إسناد جوي مقاتل، وذلك لتضع المعارضة يدها على مناطق الدولة الإسلامية في سوريا ومنع قوات بشار الأسد من تعبئة الفراغ الذي يمكن أن يتركه انهيار وتفكك قوات الدولة الإسلامية.

قد يفسر هذا حراكين حدثا في الأسابيع القليلة الماضية: الحدث الأول تسجيل نقاط للكتائب المقاتلة في محيط القنيطرة وفي أرياف درعا وتقدمها بشكل ملموس، أما الحدث الثاني فهو توجه قوات من داعش إلى الجبهة الجنوبية وكأنها تريد استباق تزايد قوة المعارضة المسلحة التي يمكن أن تشكل خطراً عليها، وهي تسعى لتكرار ما فعلته في الشمال حيث «نظفت» المناطق التي تسيطر عليها وطردت كل القوى التي لم تبايعها.

بانتظار حل هذه المعضة وإيجاد قوة بديلة يستمر التعاون تحت الطاولة بين واشنطن ودمشق عن طريق بغداد، تعاون يأخذ شكل تمرير معلومات وإحداثيات مناطق تجمع قوات داعش ليقوم الطيران السوري بضربها. والعلامة الفارقة لهذا التعاون هي «دقة الإصابات التي بات يحققها طيران النظام».