- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

خطر “الشريعة ” في أوروبا… حقيقي

Attwi Moammar 2014معمر عطوي

لم يعد خطر تنظيم “الجهاديين” في دولة “داعش” يقتصر على الأراضي العربية المحيطة بالموصل والرقة، بل تشظى هذا الخطر ليصبح تهديداً مباشراً للغرب وقيمه في الحرية والأمن والاستقرار تحت شعار تطبيق الشريعة الإسلامية.

فعلى ما يبدو أن إعلان “الخلافة الإسلامية” في الموصل قد حفّز العديد من الاسلاميين المتحمسين في الغرب الى الدعوة لتطبيق الشريعة والتهديد برفع علم الخلافة فوق أهم عواصم العالم من واشنطن مروراً بباريس ولندن وبرلين.

لقد استغل هؤلاء ما توفره بلدان الغرب من حريات شخصية وحرية رأي وقول وتعبير، ليؤسسوا في إحدى مدن ولاية شمال الراين فستفاليا شرطة اسلامية، يرتدي افرادها سترات برتقالية طُبع عليها من الخلف عبارة “شرطة الشريعة” تقوم بـ”نصح” الشباب بعدم التوجه الى الملاهي أو شرب الخمرة. ما دفع السلطات الألمانية الى البحث عن هذه السترات لمصادرتها واعتقال من يقوم بهكذا عمل كونه لا يهدد فقط الحرية الشخصية للفرد، بل قد يتجاوزه الى الأمن. إذ يمكن ان يتحول الأمر من نصح وارشاد الى اجبار وصولاً الى الحاق الأذى بمن لا يقوم بالسماع لنصائحهم عملاً بالحديث النبوي “من رأى منكراً فليغيره بيده”.

نفس الامر في بريطانيا حيث الجالية الإسلامية الأكبر في أوروبا، وحيث ينبع التطرف والارهاب. ففي لندن ثمة جماعات عديدة ومنذ سنوات طويلة تطالب بتطبيق الشريعة الاسلامية. لكن السلطات التي اطلقت لها العنان في البداية بدأت تعاني من خطورتها.

في أي حال لم يعد خطر”داعش” محصوراً في بلاد الشام او بلدان العرب التي تستنزفها المعارك اليومية بين سلطات جائرة ومجموعات من المتطرفين المتخلفين، بل وصل الخطر ليدق ابواب أوروبا، حيث انطلق البعبع ليعيد “القارة العجوز” بكل ما انجزته على الصعد الصناعية والتكنولوجية والانسانية وعلى مستوى قيم الحريات الفردية وممارسة الديموقراطية الى عصور وسطى فما بالك بمن يعيش بالفعل في عصور وسطى في دنيا العرب؟ الى اي عصر سيعود في ظل هذا التخلف الجهل المستشري؟!