- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

أوباما وفوبيا الحرب العراقية

Najat2014نجاة شرف الدين

أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن مشاركة أربعين دولة في التحالف الدولي الذي دعت إليه الولايات المتحدة لمواجهة داعش ، وهو بدأ جولة في منطقة الشرق الأوسط لحشد التأييد وتحصين الحلف ، وكان سبقه الى تركيا وزير الدفاع تشاك هايغل للهدف نفسه . وبالتزامن نالت حكومة حيدر العبادي العراقية الثقة في البرلمان ، ما يفتح الباب واسعا أمام دخول العراق بقوة في هذا التحالف من خلال بدء الولايات المتحدة تدريباتها وتجهيزها للقوات العراقية والمقاتلين الأكراد وربما القبائل السنية أيضا للمواجهة على الأرض .
هذه الأجواء التي تسبق كلمة الرئيس الأميركي باراك أوباما المقررة يوم الأربعاء ، لا تعني بالضرورة أن المرحلة المقبلة ستكون واضحة المعالم ومحددة الأهداف ، فالرئيس أوباما كان أعلن سابقا ان الحرب ستكون طويلة ، وهو ما  أكده نائب مستشار الأمن القومي أنطوني بلينكن عندما وصف المهمة ضد داعش  في مقابلة مع محطة السي ان أن بأنها ” ستأخذ وقتا ومن المحتمل أن تستمر أيضا الى ما بعد هذه الإدارة لنصل الى هزيمتهم “. هذا الكلام يضاف إليه حديث أوباما مرارا عن شل قدرات داعش تدريجيا ، يشير إلى أن الخطوات التي تعتزم الإدارة الأميركية إتخاذها ، لن تستطيع القضاء فيها على داعش كليا في فترة قصيرة،  ولو حشدت هذا التحالف الواسع ،  ووسعت عملياتها العسكرية الجوية ، في وقت يؤكد فيه أوباما للرأي العام الأميركي بأنه لن يورط القوات الأميركية في حرب عراقية جديدة إلا أنه يشدد في الوقت نفسه على أن داعش تشكل تهديدا للولايات المتحدة .
أوباما المتهم بعدم تحديده لإستراتيجية واضحة في التعامل مع موضوع داعش وتهديداتها، يأتي خطابه هذه المرة متزامنا مع الذكرى الثالثة عشر للهجوم الإرهابي على أميركا في الحادي عشر من أيلول 2001 والذي إنطلقت بعده التحضيرات من أجل تشكيل تحالف دولي ضد القاعدة .
المهمة العسكرية للعملية الأميركية في العراق من خلال الضربات الجوية كما إرسال الخبراء والمساعدين ، كان الهدف منها كما أعلنه أوباما حماية الأقليات المحاصرة كما حماية الأميركيين في العراق ، ولكن اليوم بعد مقتل صحافيين أميركيين ووصول داعش الى السدود المائية وتهديدها بغداد وأربيل  ، يبدو أن أوباما سيحتاج مع توسيع المهمة ، الى مزيد من الأموال لتنفيذها خاصة أن الرئيس الأميركي كان قد إقتطع من موازنة البنتاغون نتيجة سياسته المعتمدة بعدم الدخول في حروب جديدة ، وهو ما سيستدعي توضيحا للكونغرس عن العمليات الجديدة  تحت عنوان ” حماية اميركا ”  ، بالرغم من أن سلطاته الدستورية تمنحه حق القيام بها دون اللجوء اليه ، إلا أنه قال إنه يخطط للقاء قادته من أجل البحث في تحديد الإستراتيجية لمواجهة داعش .
عاد الرئيس أوباما من قمة الناتو في ويلز مرتاحا الى نتائجها ، رغم العديد من التباينات التي ظهرت ، وهو إستكمل مشاوراته من إجل إنجاز التحالف السني ضد داعش وعلى رأسه السعودية وتركيا ومصر ، ونالت حكومة العبادي الثقة ، وبدأ يبحث على الأرض السورية عن بدائل في المعارضة السورية بعيدا عن داعش والنصرة ، كي لا يستفيد الرئيس السوري بشار الأسد من المواجهة ، وفي خطابه سيحدد الخطوات المقبلة في المعركة من أجل تدمير داعش ، كما قال .
صحيح أن أوباما قال إنه لن يكون هناك جنود على الأرض ، على خلفية هاجس الدخول في الوحول العراقية من جديد ، إلا أنه سيكون مطالبا هذه المرة بالقيادة من الإمام وليس من الخلف كما فعل في ليبيا ، وعندها سيكون عليه أن يتجاوز الفوبيا العراقية التي لطالما رافقته في ولايته الرئاسية الأولى كما الثانية وهو الأمر الذي لن يكون سهلاً لرجل مثل أوباما …