يَعقِدُ المنتدى المتوسطي الخليجي مؤتمره الدولي الأول في مدينة كالياري في جزيرة سردينيا الإيطالية في الحادي عشر من شهر تشرين الأول/ أكتوبر المقبل. ويشرف على تنظيم المؤتمر العديد من مراكز الأبحاث وهي لجنة الأطلسي الإيطالية” ومركز “أبحاث الثريا” للاستشارات والأبحاث من أبو ظبي، وكذلك مركز “المتوسط للدراسات”.
المنتدى هو نتيجة جهد مشترك بين العديد من الباحثين والخبراء والمتخصصين من دول البحر الأبيض المتوسط والخليج، ويهدف إلى توفير منصة جديدة وملموسة لتوسيع التعاون والحوار بين دول المتوسط والخليج، ويسعى لتعزيز الصيغ من أجل تقديم مقترحات حلول للتحديات المشتركة التي تواجه منطقة البحر الأبيض المتوسط والخليج، بحسب المنظمين. وسيعقد المنتدى بحضور العديد من الضيوف البارزين من دول أوروبا والشرق الأوسط بما في ذلك الوفود الحكومية المتمثلة بشخصيات سياسية ودبلوماسية وعسكرية وأكاديمية، وشخصيات من المجال الاقتصادي، وممثلون عن المنظمات الإقليمية والدولية، وكذلك العديد من الخبراء والباحثين والمهنيين والعاملين في الإعلام. يقام المنتدى برعاية وزارة الخارجية الإيطالية.
وتأتي أهمية هذا المنتدى الدولي في وقت تشهد دول المتوسط الكثير من الأحداث والتطورات وتواجه تحديات جمة على كافة الأصعدة. من جهة، هناك أحداث كإنعدم الأمن في ليبيا مع وجود حكومتين وبرلمانين يتنازعان الشرعية وكذلك ظاهرة الهجرة غير الشرعية وما تسببه من أرق لأوروبا. ومن جهة أخرى، هناك الأزمة العراقية والحرب في سوريا وتمدد التنظيمات الإرهابية إلى دول الجوار على غرار تنظيم داعش وجبهة النصرة وما تشكله من خطر على كافة دول الشرق الأوسط ودول أوروبا والعالم أجمع. إذاً تصاعد الخوف من انتشار الإرهاب في العالم وانعدام الأمن والمآسي الإنسانية، كلها مواضيع ستكون مدار بحث ونقاش في المنتدى الدولي بين ثلة من صناع القرار والباحثين وسيكون للمنتدى الدور في إصدار التوصيات التي سيكون لها دور مباشر في صناعة السياسات المستقبلية في هذه البلدان، وذلك في مجالات الأمن، والحكم الرشيد والتطور والاندماج المشترك.
في معلومات خاصة لموقعنا “برس نت” من المتوقع أن يكون لعملية السلام في الشرق الأوسط حيزاً مهماً. إذ يسأل مصدر مطّلع على تحضيرات المنتدى، ” لماذا لا يكون لمدينة كالياري الإيطالية، عاصمة جزيرة سردينيا المتوسطية مكانة دولية حيادية في حلّ الصراعات المتوسطية على غرار مدن كمدريد وأوسلو ؟
أما في البرنامج المفصل للمؤتمر، بالإضافة لجلسات الافتتاح والختام، فيتضمن ثلاث جلسات أو محاور أساسية تتخللها حلقات دراسية ومداخلات.
الجولة الأولى تحت عنوان “التعاون الأمني والأزمات الإقليمية” ستناقش موجة الإرهاب والتطرف في العراق وسوريا وليبيا وسيناء وغيرها من المناطق، وكل ما يشكل تهديدا حيويا للاستقرار والأمن في منطقة المتوسط والخليج، وفي هذا الإطار أيضا، فإن الحلقات الدراسية ستتطرق إلى بؤر التوتر الإقليمية الأكثر أهمية والسبل الممكنة لتعزيز علاقات التعاون والشراكة في مكافحة الإرهاب، وكذلك في إدارة ومنع الأزمات الإنسانية.
يشار إلى أن معالجة هذه الظاهرة تحتاج إلى الدعم والتنسيق بين هذه الدول لأنها ستنعكس بشكل فعال في الحد من ظواهر أخرى كموجات اللاجئين والهجرة غير الشرعية من دول جنوب المتوسط نحو أوروبا.
الجولة الثانية بعنوان – الطاقة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية – سوف تركز على عوامل عدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي التي كانت سببا رئيسيا في اندلاع الاضطرابات في عدد من بلدان العالم العربي في السنوات الأخيرة. وستركز التوصيات على كيفية معالجة مشكلة البطالة بين الشباب، والأمن الغذائي، والتهميش مع ما يمثله من تربة خصبة سهلة الاستغلال من قبل قوى التطرف.
وستشهد هذه الدورة إطلاق استراتيجيات لتطوير وتحديث النظم والسياسات جنوب البحر الأبيض المتوسط، مع اهتمام وثيق بقطاع الطاقة والتحديات ذات الصلة من أجل تسريع النمو الاقتصادي. وسوف تشهد هذه الجلسة كلمة للدكتور سعد العنداري نائب حاكم مصرف لبنان المركزي.
أما الجولة الثالثة فسوف تتمحور حول “الطريق إلى الاعتدال ومستقبل الشرق الأوسط” وستبحث في كيفية النهوض بالاعتدال في مواجهة التطرف والصراع الطائفي، والعنف. وستركز على آفاق الحوار بين الثقافات والأديان، وقضايا التعليم، ومستقبل الأقليات، والطريق نحو تحقيق “تعايش جديد” بين الأديان والطوائف المختلفة، والتي هي شرط أساسي للتهدئة في المنطقة.
ج. ع.