- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

إيران تدعم بالسياسة وليس بالعسكر

Najat2014نجاة  شرف الدين
أكملت الولايات المتحدة تشكيل تحالفاتها لمواجهة الدولة الإسلامية في العراق والشام ( داعش ) بعد أن أخذ الرئيس الأميركي باراك أوباما قراره بالحرب  ، وأنجز وزير خارجيتها جون كيري مؤتمري جدة وباريس بحشد الدول ودعمها ، ولو من دون تحديد تفاصيل كيف ومتى وأين سيكون دور كل دولة بهذه المساعدة ولا سيما منها العسكرية، وبدأت ملامح الرحلة الطويلة في عالم الحرب على الإرهاب ترتسم ، بغياب كلي لإيران وسوريا ، وحضور باهت لموسكو في باريس .
في البيان الصادر عن جدة والذي شاركت فيه دول الخليج ومصر والأردن ولبنان إضافة الى أميركا والذي أبدت فيه عشر دول رغبتها في المساهمة في الإستراتيجية الشاملة لمواجهة داعش ، تعهدت الأطراف منع تدفق المقاتلين الأجانب من دول الجوار ووقف تدفق الأموال والجماعات المتطرفة الأخرى، ورفض آيديولوجيات الكراهية لدى تلك الجماعات الإرهابية، ومحاسبة المسؤولين عن ارتكاب الفظائع. وكان لافتا التعبير الذي إستخدم لوصف المشاركة في المواجهة العسكرية حيث ذكر البيان ”  وحين يكون الأمر ملائما المشاركة في أوجه العمل العسكري المنسق ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق” .
بيان جدة تبعه بيان باريس الذي تعهد خلاله المشاركون في المؤتمر الدولي حول امن واستقرار العراق ،  دعم بغداد في حربها ضد تنظيم الدولة الاسلامية بـ”كل الوسائل الضرورية” وضمنها العسكرية، بحسب البيان الختامي. هذان الموقفان الداعمان للحرب على داعش لم يحددا كيفية خوض هذه الحرب التي ستتوسع تدريجيا لتتجاوز الضربات الجوية فقط من خلال القتال على ألأرض ، من خلال الجيش العراقي الذي تم إتخاذ القرار الأميركي بإعادة تأهيله إضافة الى بناء ” الحرس الوطني العراقي ” وهو ما سيحتاج الى المزيد من الوقت والكلفة والتدريب ليصبح جاهزا لمواجهة هذا النوع من الحروب . كما سيتم العمل على دعم وبناء القوات السورية المعارضة المعتدلة حيث تعهدت المملكة العربية بالمساعدة في التدريب على أراضيها ، بعد أن كان يتم إستخدام الأردن في عمليات التدريب والتي بقيت محدودة ، وهو ما سيحتاج أيضا الى المزيد من الوقت والتجهيز ليكون جاهزا خاصة أن لديه مواجهة مزدوجة مع داعش ومع النضام السوري .
كل هذه الترتيبات تحصل بغياب أو إستبعاد إيران بسبب دعمها للنظام السوري كما للحكومة العراقية السابقة بقيادة المالكي وتحميلها مسؤولية ما وصلت إليه الأمور ، إلا أن هذا الغياب المتعمد بدأ يطرح علامات إستفهام عديدة حول إمكانية نجاح هذه المواجهة من دون طهران وهي المعنية في كل من العراق وسوريا في هذه المعركة ، كما أن داعش هي العدو الأول لها  كونها تواجه نظامين مدعومين من إيران وهم نظام الأسد في سوريا ونظام العبادي في العراق .
صحيح أن الولايات المتحدة عملت على إطاحة المالكي وإستبداله بالعبادي وإتاحة المجال أمام المشاركة السنية الأوسع ، إلا أن هذه التركيبة السياسية الجديدة لم تكن لتبصر النور لولا الموافقة الإيرانية ، وصحيح أن المرشد الأعلى علي الخامنئي قال إن طهران رفضت دعوة أميركية للتعاون لقتال داعش ، إلا أن الصحيح أيضا أن إيران لن تضع نفسها بمواجهة هذا التحالف حتى ولو تم إستبعادها،  لأنها تعلم أن الحل لن يكون عسكريا فقط ولو أنه سيكون متأخراً ، وهي تنتظر اللحظة التي سيتم فيها دعوتها للتدخل من أجل تسهيل أي تسوية سياسية ستحصل إن في العراق أو في سوريا ..