- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

حلف موضوعي بين داعش وحكومات الغرب

Bassam 2013نقطة على السطر

بسّام الطيارة

شهد البرلمان الفرنسي مناقشة العامة حول مشروع قانون مكافحة الإرهاب قدمه برنار كازانوفا، وزير الداخلية الفرنسي،  وقد لوحظ أن عبارات مثل: «نحن في حالة حرب» أو «بلادنا  في حالة حرب ضد الإرهاب» أو «الغرب في حالة حرب»  تكررت في جميع المداخلات. خلقت إعدامات الرهائن الغربية الثلاث والصور مقززة التي رافقت فيدوهات «داعش» وهي تنحر الرجال الثلاثة أجواء «حرب في الغرب» وكانت مناسبة لتمرير قوانين لم تجرؤ حكومات أوروبا على تمريرها بعد ١١ أيلول وهجمات القاعدة على نيويورك. هذه الأجواء بررت تمرير قوانين تنهك الحريات الشخصية.
الجمعيات الحقوقية باتت أصواتها غير مسموعة وكأن إعدامات وهمجية «داعش» خلقت «تحالفاً موضوعياً» بين السلفية الجهادية وحكومات الغرب لتحضير أجواء مشحون وتعبيد الطريق للتخلي  عن قيم الحرية والديمقراطية في الغرب وفي فرنسا بشكل خاص تحت حجة مكافحة الإرهاب،
ألي هذا دليل واضح على انتصار الإرهاب بعد أن  زرع الخوف في نفوس مواطنين بلاد الحريات.
بالنسبة لحكام الغرب «إن هدف الإسلامي الراديكالي الجهادي الإرهابي واضح لا لبس فيه» حسب قول أكثر من نائب في البرلمان الفرنسي، فهو يسعى «خلال الإرهاب الهمجي، لتدمير المجتمعات الديمقراطية».
ولكن الخضوع لهذا الإرهاب أليس هو اعتراف بخسارة الحرب مع داعش قبل بدايتها؟
هناك مستفيدون عديدون من هذا التوجه الخانع أمام الإرهاب الراضي بكتم الحريات الشخصية وسن قوانين مجحفة تحاكي قواني المحافظين الجدد التي وضعها جورج بوش الأبن والذي غزا العراق وأولد بذوراً ولدت «داعش».
المستفيد الوحيد في فرنسا هو اليمين المتطرف. السبب هو أن خطابه الإيديولوجي مبني على «رفض الغريب» وبشكل خاص رفض العربي وبشكل أكثر خصوصية رفض الإسلام. وهذه القوانين تأتي اليوم لتسلط الأضواء في رسالة غامضة تخاطب اللاشعور الفرنسي حول  «دور الإسلام في الإرهاب».
إذ أن قوانين الحرب تحتم صد الدعاية الداعشية المبنية على قاعدة الدعوة الإسلامية وكل دعاية مضادة ستأخذ في طريقها كل ما يمس الإسلام، فالمواطن الفرنسي لن يكون قادراً على التمييز بين  مواطنه المسلم الصالح والمسلم الإرهابي الذي يستعد للسفر للجهاد مع داعش.
البرلمان أقر أول بند الذي يسمح بسحب جواز سفر «المتوجهين للجهاد». الواقع هو أن كل أسمر الملامح أو من يحمل كنية تشير إلى أصوله العربية أو دينه الإسلامي سيكون موضع شكوك ومضايقات على حواجز الشرطة الحدود.
أما الأبيض ذو الشعر الأشقر والعيون الزرقاء سيمر مرور الكرام رغم أن نسبة كثيرة من الجهاديين الفرنسيين الذين يشاركون داعش الجرائم هو فرنسيون الأصل اعتنقوا ما يعتقدون أنه الإسلام وتم عسل دماغهم قبل أن «يتوجهوا للمغامرة في الصحراء» … ولموت أكيد.
تعرف الجمعيات الحقوقية هذا الجانب الأسوذ من هذ القوانين. ولكنها تعرف أيضاً أن البنود الأخرى التي يستعد البرلمان لمناقشتها يمكن أن تحول الحرب على الإرهاب حرباً على الحريات العامة وأنها ستطال المواطنين الفرنسيين عامة… كما حصل في أميركا بعد ١١/٩.
تنصت  على المكالمات الهاتفية ،الدخول إلى حسابات متصفحي أنترنيت وتوجيه اتهامات مبينة على الظن والشكل والملامح إلخ … ستستهدف كل المواطنين الفرنسيين ولكنها ستترك بضع أفراد قادرين على التحايل ليشكلوا خطراً داهماً على مجتمع بات مقسوماً بسبب الخوف المتبادل بين مواطنيه.
إن تجفيف حملات الترويج للجهاد بين الشباب الفرنسي أيا كانت أصوله تتم عبر معالجة أسباب هذا «القلق في نفوس الشباب» قلق نتيجة عطالة عن العمل وفشل النظام التربوي بسبب شح التمويل وسياسات حصر الانفاق.