- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

تناقضات القائد العسكري هولاند

Bassam 2013نقطة على السطر

بسّام الطيارة

وحهت فرنسا أولى ضرباتها إلى داعش، وبذلك باتت أول دولة تنضم إلى الحملة الأميركية لمحاربة ما يرفض وزير خارجية فرنسا  لوران فابيوس  تسميتها بـ «الدولة الإسلامية». أكد الرئيس فرنسوا هولاند في مداخلة قبل يوم من انطلاق طائرات الرافال من قاعدة في الإمارات العربية بأن هدف المشاركة الفرنسية له سقف وشدد قائلاً «لن نذهب أبعد من ذلك». أي أنه ليس مستعداً لقصف في الأراضي السورية، بحجة غياب قرار أممي.

في الواقع بات هولاند بات مبدعاً بتوريط نفسه في الأزمات خصوصاً أزمات مع رأيه العام: قبل سنة خلال أزمة الكيميائي السوري وإمكانية قصف سوريا، ربط التدخل الفرنسي بقرار الرئيس الأميركي باراك حسين أوباما، أي أنه وضع «قراراً سيادياً في أيد أميركية». وقد لامه عديدون على ذلك. وهذه المرة أيضاً ذهب إلى المعركة في سياق تحرك أميركي، ولكنه يختبئ وراء غياب قرار دولي لعدم اللحاق بأوباما في قصف سوريا.

هولاند ليس أمام تنااقض يتيم فسلسلة تناقضات تلاحقه.

قبل وصوله إلى الإليزيه تعهد بأن لا يقوم بأي حملة عسكرية قبل التوجه إلى البرلمان، منتقداً سلفه نيكولا ساركوزي و«مغامرته الليبية». ولكنه منذ وصوله إلى الإليزيه أقحم فرنسا في ثلاث حملات عسكرية في مالي وأفريقيا الوسطى واليوم العراق. وفي كل مرة يتوجه إلى البرلمان بعد أن يكن قد بدأ «الحرب» وقصفت الطائرات. لقاءه مع البرلمان الفرنسي هو يوم الاربعاء المقبل.

رفع هولاند منسوب المطلوب من الجيش الفرنسي في حملاته الثلاث من عتاد وعديد. ولكنه منذ وصوله إلى سدة الرئاسة وهو ينتقص من ميزانية الجيش الفرنسي، حتى أن التململ وصل إلى قمة الهرم العسكري قاد الأمر بعض الجنرالات في القيادة إلى «نوجيه رسالة تنبيه» إلى الحكومة حول خطر تخفيض ميزانية وزارة الدفاع (٢ حزيران/يوني، ٢٠١٤) بموازاة المطلوب من الجيش والعمليات الخارجية.

يجب قراءة قرار هولاند المشاركة في حملة أوباما على داعش في إطار تراجع شعبيته التي وصلت إلى الحضيض (١٣ في المئة)، ولكنه يتجاهل أو لا يريد أن يرى أن السياسة الخارجية والعمليات في الخارج لا تلعب دوراً في تحديد موقف المواطن الفرنسي تجاه المسؤولين ولا ترفع من شعبية الرئيس. ما يهم الشعب الفرنسي هو الخروج من أزمته الاقتصادية وإيجاد فرص عمل لـ ١٢ في المئة من أفراده.

ما يمكن أن يعطي هولاند بالون تنفس اصطناعي في هذه المرة هو التهديد الذي يمثله الجهاديون العائدون من سوريا والعراق، إذ أن هذا الخطر يمكن أن يجعل الحملة العسكرية الجديدة مقبولة من الرأي العام على أساس أنها قد تمنع التهديد الإرهابي من الوصول إلى الأراضي الفرنسية.

ولكن هل يدوم هذا الدعم للمغامرة العسكرية في حال لم يوقف قصف مخزن ذخيرة في شمال العراق عودة «ذئب منفرد»، وهو التعبير المستعمل أمنيا عندما يعود أحد الجهاديين لزرع الإرهاب في شوارع المدن الفرنسية كما حصل مع محمد مراح أو مهدي نموش؟ وكيف ستكون ردة الفعل في حال قرر هولاند إرسال جنود فرنسيين على الأرض؟