- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

اليمن: هدنة بعد اشتباكات عنيفة في العاصمة

yemenأعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص في اليمن جمال بن عمر أنه “تم التوصل إلى اتفاق بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين (أنصار الله)”. وقال بن عمر إنه “بعد مشاورات مكثفة مع جميع الأطراف السياسية، بما فيها “أنصار الله”، تم التوصل إلى اتفاق لحل الأزمة الحالية في اليمن، بناءً على مُخرجات مؤتمر الحوار الوطني”. وأضاف بن عمر أن “التحضير جار لترتيبات توقيع الاتفاق”، مشيراً إلى أن “الاتفاق سيشكل وثيقة وطنية تدفع بمسيرة التغيير السلمي، وترسّخ مبدأ الشراكة الوطنية والأمن والاستقرار في البلاد”. ولفت المبعوث الأممي إلى أن “اليمنيين عانوا طويلاً من العنف والاقتتال”، مبدياً أسفه “لاستمرار إراقة الدماء، خصوصاً بعد التوافق على مُخرجات تاريخية في مؤتمر الحوار الوطني”. وأكد بن عمر أن “الوقت حان الآن لتجاوز المصالح الضيقة، وتغليب المصلحة العليا، والعمل بمسؤولية على تنفيذ مُخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وبناء الدولة الجديدة، التي توافق عليها اليمنيون”.

وكانت اللجنة الأمنية العليا قد فرضت حظراً للتجول في أحياء عدة من العاصمة اليمنية صنعاء، على إثر المعارك والاشتباكات التي تشهدها العاصمة.

وبدت الحياة مشلولة، اليوم (السبت)، في صنعاء، إذ خلت الشوارع وأُغلقت الجامعات والمدارس والمتاجر وعُلّقت الرحلات الجوية الدولية، بسبب استمرار المعارك الدامية بين المسلحين والجيش اليمني، رغم جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى هدنة. ونقلت وسائل الإعلام المحلية عن الرئيس اليمني عبد ربه هادي منصور وصفه هجوم الحوثيين في صنعاء، بأنه “محاولة انقلاب”.

ويعتصم الحوثيون الذين يسيطرون على محافظة صعدة (شمال)، منذ أكثر من شهر، مع أنصارهم في العاصمة ومحيطها، للمطالبة بإقالة الحكومة المتهمة بالفساد، والحقّ في المشاركة في تعيين الوزراء.

وتكثفت المعارك أول من أمس (الخميس)، في منطقة المطار شمال العاصمة، ما أدى إلى تعليق رحلات الخطوط الأجنبية أمس (الجمعة).

واستهدف إطلاق النار، اليوم (السبت)، مبنى التلفزيون العام، ما أدى إلى سقوط جرحى بين موظفيه، وفق ما أعلن التلفزيون.

وقُتل ثلاثة مدنيين في قصف شمال غرب صنعاء، على شارع الثلاثين، الرئيسي القريب من جامعة “الإمام”. ويحاول مقاتلو “أنصار الله” انتزاع السيطرة عليها من مقاتلي حزب الإصلاح.

وأصابت قذيفة مستشفى في المنطقة ذاتها، ما أدى إلى مقتل 23 شخصاً.

ولازم سكان الأحياء القريبة من مناطق القتال منازلهم، فيما كانت الحركة خفيفة في أنحاء المدينة.

وظهراً، سقطت على مقر القيادة السابق للواء الأول مدرع، القريب من “جامعة الإمام”، قذائف أطلقها المسلحون.

وطلبت جامعة صنعاء في القطاع نفسه من الطلاب أخذ إجازة الزامية حتى منتصف تشرين الأول (أكتوبر) المُقبل، بعد سقوط قذائف عدة في حرمها.

وعلّقت السلطات الدراسة في المدارس والمعاهد حتى إشعار آخر.

وذكر سكان أن “أحد أكبر أسواق العاصمة، سوق علي المحسن، في وسط منطقة المعارك، مُغلق منذ ثلاثة أيام، ما يؤثر على تأمين الفواكه والخضار”.

ورفض الحوثيون، في آب (أغسطس) الماضي، اقتراحاً للرئيس اليمني بتعيين رئيس وزراء جديد، وإعادة جزء من الدعم على المشتقات البترولية. وهذان مطلبان أساسيان من مطالب الحوثيين.

وعاد مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر، مساء أمس (الجمعة)، من صعدة إلى صنعاء، من دون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وقال بن عمر للصحافيين، بعد ثلاثة أيام من المفاوضات مع عبدالملك الحوثي: “حاولتُ تضييق الفجوة بين الطرفين، واتفقنا على عدد من النقاط التي يمكن استخدامها أساساً لاتفاق”.

ولم يقدّم بن عمر أو السلطات اليمنية أي إيضاح حول احتمال استئناف المحادثات في شأن الهدنة.