- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

“لاكوست” تحارب الفن الفلسطيني

حتى دولة فلسطينية خيالية ...غير مقبولة - من أعمال الفنانة

باريس – بسّام الطيارة

يمكن للفلسطيني أو للعربي أن يرتدي ملابس «لاكوست» (Lacoste) الرياضية ولكن لا يمكنه أن يربح جائزة فنية مدعومة من الشركة العملاقة.
هذا ما حصل مع «لاريسا سنسور»، وهي فنانة فلسطينية تم اختيارها لنهائيات «جائزة الإليزيه لاكوست ٢٠١١» (Prix Elysée Lacoste 2011) للتصوير الفوتوغرافي.
القصة طويلة ومزعجة ولكنها أفضل دليل على ما يتعرض له الفنان الفلسطيني لأن عدداً من «الأشخاص» لا يريدون تسليط الأضواء على «الوجود الفلسطيني» المنتج والمتفاعل مع عصره في الفن كما في الشأن السياسي.
يحدث هذا في سويسرا وبالتحديد «معرض لوزان» الشهير (Musée de Lausanne) الذي قرر إطلاق جائزة فنية في السنة الماضية، وتنطحت شركة «لاكوست» لرعاية الجائزة، كما باتت العادة اليوم بعد ابتعاد الحكومات والمنظمات الرسمية، تطبيقاً لمبادئ الليبرالية القصوى في كافة المجالات، عن دفع مليم واحد وباتت تتكل على «القطاع الخاص» لتمويل نشاطات «القطاع العام». وبالطبع تكسب شركات القطاع الخاص الكثير من الدعاية والـ«برستيج» الذي يزيد من هالتها التجارية فتزيد أسعارها ومع ذلك تزيد من مبيعاتها.
إذا قررت إدارة شركة «لاكوست» إطلاق هذه الجائزة وحددت لإدارة المتحف شروطها، ومن أهم هذه الشروط أن «تتكفل الإدارة الفنية في المتحف باختيار المرشحين حسب مواصفات فنية تضعها لتصل إلى ثمانية مرشحين نهائيين تعرض أعمالهم في المتحف قبل اختيار الفائز بالجائزة”.
وقد حظيت أعمال لاريسا سنسور باعجاب اللجنة التحكيمية ووصلت إلى نهائيات المسابقة وكان من المقرر أن تعرض أعمالها في المتحف، وهي عبارة عن مجموعة صور فوتوغرافية «يعبر عبرها الفنان عن بعض السخرية والحرية في إطار سعادة العيش» حسب ما جاء في قواعد المسابقة. وقد عنونت سانسور أعمالها «أمة عقار: تعبير عن دولة فلسطينية خيالية هي عبارة عن ناطحة سحاب واحدة لا غير»، وحصلت مقابل ذلك على ٤٠٠٠ يورو لإنتاج أعمالها لعرضها في المسابقة مثلها مثل المتبارين الآخرين. الاختيار تم من قبل لجنة تحكيمية عالمية وجاء بالإجماع.
إلا أن شركة «لاكوست» رأت أن «مواضيعها محابية كثيراً للفلسطينيين» وطلبت عدم عرض أعمالها (التي تتضمن صورة مسجد قبة الصخرة) على أساس أن ماسك عصب المال يمسك بكلمة الفصل في القرارات. إلا أن إدارة المعرض رفضت سحب أعمال الفنانة الفلسطينية التي «اختيرت بناء على مواصفات فنية بحتة» حسب بيان للإدارة. ولم يكتف المتحف الشهير برفض الانصياع لأوامر «صاحب مال الجائزة» بل أصدر بياناً لاحقاً أعلن فيه «وقف تعاونه مع الراعي شركة لاكوست» وبرر ذلك بـ«رغبة الراعي بطرد الفنانة لاريسا سانسور، إحدى المتباريات».
إذا انسحبت شركة لاكوست من تمويل جائزة فنية بسبب وجود فنانة فلسطينية في نهائيات المسابقة تتحدث عن فلسطين ولو بشكل خيالي. وأعلن المتحف تنظيم عرض خاص للفنانة لإبراز قوة عملها الفني.
من جهة أخرى، تتابع شركة لاكوست تسويق منتجاتها وتكديس أرباحها واقتصدت قيمة الجائزة ٢٥ ألف يورو أي ما يعادل ثمن مبيع فقط ٢٥٠ «تي شيرت» مع علامة التمساح الشهيرة.