- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

العرب والمناخ: بكاء ونحيب

Bassam 2013نقطة على السطر
بسّام الطيارة
تضج وسائل إعلام العالم بأخبار حول المناخ خصوصاً أن الدورة التاسعة والستون للجمعية العامة للأمم المتحدة، جعلت من مسألة المناخ محور لقاء الزعماء.
نعم! ولكن هذا الخبر «شبه غائب» من وسائل الإعلام العربية الغارقة في أتون داعش والنصرة والنزاعات بين زعمائها وروائح النفط والغاز وقصف البراميل وشحذ السكاكين.
يحتل المناخ والاحتباس الحرارية أهمية كبرى لدى شعوب العالم لما يشكله من خطر على مستقبل الأجيال المقبلة.
نعم ! ولكن الشعوب العربية لا تعرف ما سيكون عليه مستقبل أجيالها فهي تصب جل اهتمامها بإبعاد سكاكين الإرهابيين عن رقاب أولادها وتجنيب رؤوسهم القذائف.
شهدت العواصم العالمية تظاهرات حاشدة وكذلك الأمر في ٢٠٠٠ مدينة في ١٦٦ دولة .
نعم ! ولكن في أرض العرب لا تلهي هذه التظاهرات المواطنين العرب عن تبادل القذائف الفيسبوكية، فهي لا تخرج من منازلها إلا لقطع الطرق وإشعال الاطارات (لزيادة الاحتباس الحراري… بالطبع) أو لخطف أشخاص …. التظاهرات في العالم العربي ملتصقة بمطالب الحياة اليومية، فظروفها تغطي على أي فسحة أمل ولا معنى لكلمة «مستقبل أجيال» عندما لا ضمانة بأن يرى أولادها شروق شمس اليوم التالي.
دعت لهذا التحرك العالمي للدفاع عن حياة الغد ١٤٠٠ منظمة مهتمة بالمناخ ومستقبل الأرض.
نعم ! ولكن الأحزاب والمنظمات لاهية عن هذه الأمور، فقد  التهمتها تيارات السياسة الآنية التي لا تنظر إلى المستقبل فهذه الأحزاب والجمعيات تعيش مقدار ما يكتب من عمر لمؤسسيها أو لداعميها من أصحاب المال والسلطة والسطوة.
أي رسالة يمكن أن يحملها أي مواطن لأولاده ويضعها أمانة في أعناقهم لنقلها للأجيال المقبلة؟ ما هي الأسس التي على أساسها يسير المجتمع في ظل ما يجترح العالم العربي، أي مثال يمكن أن يشكل قاعدة لبناء تفكير سليم؟
أسئلة كثيرة لا تجيب عليها سوى أصوات القذائف والصواريخ والقصف المدمر. أسئلة لا تجيب عليها تصرفات حكامنا العرب. أسئلة تجيب عليها لغة الصفقات والمشاريع الفارغة التي لا هدف لها سوى تنفيعات توزع على الزبائن لربطهم وشدهم بروابط بالية.
يمكن استشفاف مستقبل أمة عبر اهتمامها بالتربية والتعليم ومصير الأجيال الصاعدة.
هيا بنا نستشف مصير بلداننا العربية من هذا المنظور وهيا بنا للبكاء والنحيب ليس على الأطلال بل على ما لن يمكن بناءه مستقبلاً.