- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

قصف داعش و«زواج الضرورة» على الأرض السورية

Bassam 2013نقطة على السطر

بسّام الطيارة

مرة أخرى تقود الولايات المتحدة حرباً في منطقة الشرق الأوسط بدأت قبل يومين ولا أحد يعرف متى تنتهي. مثلها مثل كل الأفعال الجربية هذه الحرب لها ردة فعل بين مؤيد ومعارض، ويشكل هؤلاء حلفاء مؤيدين وحلفاء معارضين.

يحمل المعارضون لواء «القرار ٢١٧٠» وغياب أي سند قانوني للغارات الجوية ولا يتردد البعض عن وصف ما حدث بأنه «خرق للسيادة السورية». وتبدو تلك الحجج الواهية وكأنها موجهة لجمهور المعارضين أكثر مما هي موجهة للتحالف الذي بناه باراك حسين أوباما. كل ما يقلق معارضي الحملة الجوية هي أن تنحرف قليلاً الضربات لتصيب قوات جيش النظام وخصوصاً دفاعاته الجوية وقواته الجوية بحيث تسحب عنصر القوة من بين أيدي النظام لتجعله قوة متحاربة مثله مثل الكتائب المنتشرة على الأرض السورية. خوف يزداد (ويبرر) بوجود «كل أعداء النظام العرب» بين القوى التي قصفت داعش والنصرة.

من هنا يتدافع معارضو ضرب داعش على الأراضي السورية للتنديد بخرق سيادة البلاد وكأنه ما زال هناك ما يمكن تسميته بـ«سيادة» في ظل دخول جحافل قوات داعش والنصرة وخروجها وخرقها للحدود بين سوريا وكل من  العراق والأردن ولبنان، ناهيك عن قوات الكوماندوس الغربيين الذين يدربون ويساعدون المعارضة المسلحة على أطراف بلاد الشام.

وحده النظام يدرك أن ضرب داعش «يمكن» أن يشكل مساعدة غير مباشرة لقواته على الأرض، لذا كانت ردة فعله منضبطة وبعيدة عن الهيستريا التي جاءت من الحلفاء وغلفها بـ«الكشف عن تواصل مع الإدارة الأميركية» التي أبلغته (حسب ما يقول البيان)  بتوقيت الضربات.

من جهتها «تنفي» الإدارة الأميركية أي تواصل مع النظام وتخاطب جمهور مؤيدي ضرب النظام السوري، وغلفت نفيها بوضع النظام وداعش في مربع واحد رغم أن طائراتها وصواريخها لم تقترب من معاقل الجيش السوري. ويتدافع مؤيدي ضرب داعش والنظام لتبرير «ضرورة» أن تطال الحملة أجهزة النظام العسكرية لفتح الطريق أمام ما يسمى معارضة معتدلة مع ملاحظة اختفاء تعابير سابقة مثل «معارضة علمانية».

هذه المعادلة بين معارض ومؤيد لضرب الأراضي السورية تشير إلى المأزق الذي يسبح فيه سوياً مؤيدو النظام من دول ورأي عام  وأعداءه الملتفين حول واشنطن. لقد وحد توسع داعش في الأراضي السورية والعراقية النظام السورية وأعدائه في البحث عن حفظ ماء الوجه. إذ ما زالت واشنطن وحلفاءها متمسكة بمحاربة نظام بشار الأسد وهي تدرك بأن انهيار هذا النظام يعني قيام معقل قوي للجهاديين مع انتشار للعنف في الشرق الأوسط يتجاوز الحدود القائمة ويمتد من المحيط إلى الخليج. كذلك ما زالت دمشق وحلفاءها متمسكة بموقف معاداة الشيطان الأكبر ومحاربة الإرهاب في آن واحد وهي تدرك أيضاً أن غياب مساعدة أميركا في مواجهة داعش تعني على المدى الطويل انهيار النظام.

إنه «زواج ضرورة» يستفيد منه الطرفان بانتظار انكسار التوازمن الحالي على الأرض أو انفجار التحالفات وخلط جديد للأوراق.