- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

العشائرية آخر أوراق النظام السوري

دمشق- خاص

لم تثن أسلحة شبيحة النظام ودوي رشاشاته في الليل والنهار من عزيمة اهالي السيدة زينب في فضح جرائمه، والصراخ عاليا متهمينه بقتل المساعد الاول تيسير شهاب، وذلك في تفجير مفتعل استهدف مقري الامن. ويروي أهل الشهيد بأن “شهاب كان نائما في بيته بين أهله وأولاده عندما استدعوه إلى الفرع بغية تكليفه بمهمة ما، رغم انه لم يكن دور مناوبته ولم يكن، فتفاجأ بطلب رئيسه للمجيء إلى الفرع”. لكن حسب ما قاله الاهل، كان زملاء شهاب يشعرون بتعاطف الاخير مع الشعب لذلك اختير من بين كل زملائه ليكون ضحية موقفه.

لم تتوقف جرائم النظام هنا، فمنطقة السيدة زينب باتت مهددة بمخطط نظامي بامتياز. اختلاق الفتنة في حمص ما بين السنة والعلوية، سيناريو يعاد لكن بمفردات العشائرية، فاستشهاد الشاب محمد جديد في تشييع المساعد شهاب ابن عشيرته كشف عن مدلولات اصبح اهل المنطقة يخشون عواقبها.

الشهيد محمد كان فمه مليء بغضب المستنكر والكاشف عن حقيقة حاول النظام السوري اخفاءها، لتصيده رصاصات الشبيحة وتسقطه شهيدا بدم بارد. وبعد تشييعه وكما المعتاد أجبروا أبيه على التوقيع بأن من قتل محمد عصابات مسلحة، ولم يبارحوا مكان العزاء إلا بعدما أملوا على اهل الشهيد بما يجب ان يقولوه، وظلوا يراقبون المعزين ويسترقون السمع لاحاديثهم، مهددين اهل الشهيد بان من يتلفظ باي كلمة مخالفة سينزل عليه عقاب الموت. لكن هناك من خالف تابوهاتهم من شباب المنطقة والذين تعدوا السبعين شابا اعتقلوا جميعا، بينهم طفل في الرابعة عشر من عمره، وصلت جثته فجر امس، وايضا كما المعتاد اجبر اهله على دفنه فجرا دون ان يبكوه او يشيعوه بعرس يليق بشهيد.

وعندما احس “الامن” بان شرارة الثورة اشتعلت بقوة في المنطقة، راحوا يزرعون الفتنة بين العشائر وذلك بحض عشيرة من عشائر “النعيم” على ضرب المتظاهرين بالحجارة واشاعة خبر أن الشهداء الأربعة الذين قتلوا يوم السبت 24/12، ومن بينهم الشاب محمد، سقطوا على يد عشيرتهم ذاتها، أي عشيرة الشهيد المساعد الاول، رافعين التهمة عن رجال النظام.

كذلك عمد النظام إلى استخدام شباب عشيرة النعيم لإغاظة المتظاهرين واهالي الشهداء وذلك برفع اصوات الموسيقى عاليا من خلال سياراتهم الشخصية وهم يتنقلون بها امام اعين اهالي الشهداء جيئة وذهابا، ولتصعيد الازمة راح شباب العشيرة المؤيدة بالتحرش ببنات العشيرة المعارضة اثناء قيامهن بتظاهرة يطالبن فيها بالإفراج عن المعتقلين. كل هذا واكثر لم يكن هدفه فقط زيادة الحقد بين العشائر او حماية الاملاك الايرانية في المنطقة، بل ايضا لوئد أي محاولة من الاهالي تشكك بملابسات التفجير من خلال التظاهرات، ما ادى الى تصعيد الاقتتال بين العشائر واضعاف التظاهرات وكسر شوكة المتظاهرين واشغالهم عن مبتغاهم الوحيد “اسقاط النظام”.

وفعلا نجح النظام بإشعال الفتنة بينهم، حيث اجتمع عدد من الشباب المعارضين وقاموا بتكسير واجهات محال اصحابها عملاء للنظام او من ابناء تلك العشيرة “المؤيدة” دون تدخل أمني بل ترك القتل شريعة المقتتلين لتسكن البلدة وسط نار الفتنة التي اجبرت اهلها على غلق معظم محالها لمدة يومين في جو يسوده الذعر والترقب الصامت لفئتين يتوعدون بالثأر.

الفتنة العشائرية في منطقة السيدة زينب باتت كالنار في الهشيم لا نعرف متى تفتك بالمجتمع حارقة اهله، الذين باتوا يجلدون بسياط الفتنة لاختلاف آرائهم بين مؤيد يتسترعلى جرائم النظام ومعارض اصبح يدفن شهدائه في حلكة الظلام.