- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

عقبات أمام عودة ساركوزي إلى السياسة

Capture d’écran 2014-09-24 à 10.31.47عاد الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي إلى واجهة الحدث اليومي في فرنساو وعاد ليشكل محور التجاذب في اليمين والوسط ومثار أمل لليسارالغارق في انقسامات تهدد مصير الحرب الاشتراكي ولكنها عودة تفتح الأبواب كبيرة أمام اليمين المتطرف المستفيد الوحيد من هلهلة الوضع السياسي في فرنسا.
عاد ساركوزي من هلال ثلاث نوافذ : فيسبوك ولقاء مع صحيفة مناطقية وعبر شاشة القناة الثانية في لقاء دام ٤٠ دقيقة. ويكشف اختيار هذه الوسائل التواصلية الثلاث عن «خطة متناسقة» وضعها ساركوزي وفريقه «الجديد» للعودة إلى الحم مروراً بوضع اليد على الحزب الشيراكي «الاتحاد من أجل حركة شعبية».
اختيار فيسبوك لإعلان عودته إلى مضمار السياسة هو رسالة للشباب بأن «ساركوزي الجديد» منفتح على التمنولوجيا الجديدة ومستعد للاصغاء للأجيال الجديدة وأنه يريد بناء حزب جديد وهو ما أعلنه في رسالته الطويلة على حسابه الشخصي.
اختيار صحيفة مناطقية تدل على تفهمه للانتقادات السابقة بأن الأحزاب السياسية مقطوعة عن التواصل مع المواطنين خصوصاً المنطاق وأن الأحزاب (كل الأحزاب) تتمحور اهتماماتها بما يدور في باريس العاصمة ويشكل هذا الانتقاد ركيزة لحملة اليمين المتطرف على الأحزاب الملاسيكية.
أما اختيار القناة الثانية التي هي قناة  حكومية  أراد ساركوزي أن يدل على أنه سيكون أقرب إلى القطاع العام من القطاع الخاص وهو الذي وجهت له اتهامات إبان عهده بأنه «دلل» صاحب القناة الأولى «مارتان بويغ» وصاحب أكبر شركة مقاولات في العالم الذي قدم له ساركوزي كما من «الهدايا» أهمها بيعه قسم من شركة ألستوم النووية.
ويلتقي ساركوزي (غدا الخميس في ٢٤ أيلول/سبتمبر) في لابرسات (شمال غرب فرنسا) بمؤيديه في أول مهرجان «انتخابي» في سباقه للفوز برئاسة الحزب.
كذلك فإن اختيار مناطق الشمال «اليسارية» خصوصاً هذه  الدائرة يحمل معان كثيرة إذ أنها دائرة يسيطر عليها الحزب الاشتراكي ولكنها دائرة يمكن أن تقع في أيدي اليمين المتطرف في الانتخابات المقبلة. إذن هي رسالة موجه لمؤيديه بأن الحزب بقيادته مستعد لكسب المعركة المقبلة ضد  الاشتراكيين واليمني المتطرف.
ولكن أيا كانت الرسائل التواصلية التي حضرت الرأي العام لتقبل عودة ساركوزي، رغم أنه لم يبتعد البتة عن السياسة خلافاً لما أراد أن يشيع، وكان يرسل إشارات متعددة بشكل شبه يومي أسماها الإعلام «بطاقات بريدية يومية»، فإن السؤال الذي يطرحه المواطن الفرنسي هو «هل تغير ساركوزي؟»، أي أن المواطن الفرنسي يتسائل عما لم يفعله  ساركوزي القديم ويمكن أن يفعله ساركوزي الجديد؟ ٥٥ في المئة من الفرنسيين لا يرون «شيئا جيداً أن يعود ساركوزي» في حين أن ٧٧ في المئة «لا يعتقدون بإمكانية أن يعود إلى اإليزيه».
العقبات في وجه ساركوزي ليست الحزب الاشتراكي الحاكم ولا اليمين المتطرف أي الجبهة الوطنية التي تقودها مارين لوبن. العقبات التي تنتظر ساركوزي موجودة في الحزب الذي يريد أن يعود لقيادته، عقبات اسمها آلان جوبيه الدي أعلن ترشحه للمنافسة على ترشيح الحزب له في عام ٢٠١٧. وكذلك فرانسوا فيون رئيس وزراءه السابق الذي أعلن أيضاً ترشحه نفس المركز أضف إلى منافسين لرئاسة الحزب في انتخابات ستتم بعد شهرين.
إلا أن العقبة الكبرى أمام مسار سياسي جديد لساركوزيهي «قضاياه العالقة أمام القضاء» وهي خمس قضايا. فالقضاء الفرنسي في قضايا الفساد بطيء ولمن يصل في النهاية إلى مراميه ، ويمكن لأي قاضي تحقيق الذي «ارتعب منه نابليون» أن قطع دابر أي طموح سياسي لدى ساركوزي. صحيح أن المتهم في فرنسا بريء حتى تثبت إدانته إلا أن تراكم التسريبات التي تأتي حكما على أيدي قضاة التحقيق هي تنبيهات إلى ساركوزي أو إلى ناخبيه بأن أفق مصيره السياسي ما زال مكفهراً.