بدري ونوس – الحدود التركية السورية (خاص)
بعد أن نفذ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة،غارات ضد حقول النفط والغاز والمصافي التي يسيطر عليها تنظيم “داعش” في محافظتي الحسكة ودير الزور السوريتين، يتسائل البعض ما إذا كان ذلك كفيلاً بوقف تدفق الأموال إلى التنظيم الإرهابي. بالطبع ستقلل هذه الغارات من إنتاج النفط من هذه الحقول، لكنها لن تكون كافية لوقف الانتاج كاملاً.
إذ يسيطر تنظيم “الدولة الإسلامية” منذ عامين في سوريا والعراق على ما يزيد عن ١٤ حقلاً نفطياً وغازياً يضاف لها بعض الملحقات لتكرير النفط.وتقدر عائدات هذه الحقول بين مليونين وسبعة ملايين دولار يومياً. .وكانت هذه حقول النفطية السورية منذ اندلاع الثورة هدفاً للصراع بين التنظيمات المعارضة للنظام السوري. ويعتقد الخبرء بأن «آلانتاج البدائي» سيعود حالما تتوقف الغارات.
ومنذ أن سيطر التنظيم على الحدود بين العراق وسوريا، بات بإمكانه نقل النفط السوري إلى العراق ومنه إلى تركيا وإيران بطرق التهريب. وذلك عبر شبكة تهريب كانت تعمل في العراق منذ فرض الحظر النفطي على هذا البلد، بسبب العقوباتل دولية. وكان تهريب النفط تجارة مربحة لنظام صدام حسين. وقد وضع تنظيم القاعدة على هذه الشبكة واستخدمها لتهريب النفط من أجل تمويل عملياته خلال الاحتلال الأمريكي للعراق، وقد آلت اليوم هذه الشبكات إلى داعش بعد أن انشق عن تنظيم القاعدة .
وذكرت مجلة “دير شبيغل” الألمانية نقلاً عن خبراء في مجال تهريب النفط قولهم «إن النفط المهرب يُكرر في مصافي كردية غير شرعية ومن ثم يباع بأسعار زهيدة، على الرغم من أن الأكراد في حالة حرب مع داعش».ويباع هذا النفط في العراق وفي سوريا في المناطق الحدودية ويُهرب عبر الجبال إلى إيران وتركيا.