- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

جبران باسيل.. ارحل

Attwi Moammar 2014معمر عطوي

لا يكفي لبنان ما يعيشه من فساد وتوتر أمني وتراجع على كل المستويات في ظل فراغ دستوري يتمثل بعدم قدرة المسؤولين على اختيار رئيس للجمهورية، وفي ظل مجلس نيابي عقيم يجدد لنفسه بكل وقاحة متجاوزاً الأسس والقيم السياسية والديموقراطية، حتى يأتي وزير خارجية مراهق ليمثل لبنان بين الدول.

فبينما تبدو الحكومة الحلقة الوحيدة والأضعف على الساحة السياسية اللبنانية، تبدو عورة النظام الطائفي وتقاسم المناصب وفق المحسوبيات، بالنسبة الى الفصيلين المتنافسين 8 و14 آذار على نفس الوتيرة. ولعل أبرز عينة من هؤلاء تعيين مراهق في وزارة الخارجية يدعى جبران باسيل.

باسيل، الذي دخل الى وزارة الإتصالات فشل في إحداث سابقة في عالم حيتان شركتي اتصالات الهواتف المحمولة الوحيدتين العاملتين على الساحة اللبنانية. وإن نجح في تخفيض بعض أسعار المكالمات الى أجل، الا أن اسعار الاتصالات في لبنان بقيت من بين الأكثر غلاءً في العالم.

ولعل المشكلة تكمن في هذا النظام، الذي يفرض علينا أشخاصاً غير مؤهلين لخوض غمار السياسة، فيمارسون على الشعب اللبناني درجة اكبر من التعسف. فالجنرال ميشال عون، الذي يملك غالبية في البرلمان يعتقد من خلالها أن بامكانه، “بل من حقه”، فرض شروطه وتعطيل الحياة السياسية، اذا لم يتم تعيين صهره، جاءنا بصهره الذي قام بدوره بتصريحات عنصرية ضد السوريين لم يترك مناسبة إلا وكررها. وهو بذلك يشكل امتداداً لسياسة التيار الفئوية الإنعزالية الضيقة، والذي جاءنا بشعارات العلمنة والاصلاح لينتقل بعدها الى الحديث وباستهلاك عن حصة مسيحية وغالبية مسيحية وتمثيل مسيحي، فيلتقي مع “حزب طائفي” يستحي أن يتحدث بهذه اللهجة رغم ممارسته لمذهبيته بامتياز.

وفي شركة الكهرباء، كان العار للتيار الوطني، إذ شهد لبنان أسوأ فترات تغذية بالتيار الكهربائي وأقلها في عهد وزارة باسيل.

باسيل، الذي زعم أنه “سيشيل الزير من البير” إما رضح للمافيا التي تهيمن على وزارة الكهرباء وشركتها، أو أنه شاركها في حصة ما، فساء وضعها وتراجع دورها أكثر وساء حال الشعب اللبناني الذي أصبح رهينة أصحاب المولدات الكهربائية الخاصة والمافيا السياسية التي تغطيها وتدعمها.

ولعل آخر فضائح باسيل السياسية مشاركته وزيرة العدل الاسرائيلية تسيبي ليفني في عشاء في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.

واذا كان الوزير الشاب قد تعاطى بصمت، مثل عمّه الجنرال “العنيد” مع قضية احد قادة تياره العميل للعدو الاسرائيلي فايز كرم، فإن مشاركته تصبح طبيعية في عشاء مع مغوية الزعماء العرب عميلة الموساد السابقة التي أوقعت بحبائلها عشرات المسؤولين.

الموقف الأكثر اثارة للجدل بعد موقف مشاركة وزيرة العدل على مائدة واحدة، هو نظرته “الشوارعية” المبتذلة الى المرأة وتقديم ديبلوماسية لبنانية على أنها “شلخة” باللهجة اللبنانية العامية وعلى طريقة القوادة، وذلك خلال حديثه مع نظيره الإماراتي الذي بدا غير مكترث بكلام الوزير المراهق.

باسيل جزء من نسيج لبناني فاسد يعطي الشخص الأولوية على الكفاءة ويضع المحسوبية في قائمة أهداف الزعماء السياسيين، سواء كانوا تقليديين أو حديثي النعمة. لهذا لا ينبغي لهكذا وزراء ومسؤولين سوى الرحيل حتى لا يُساء أكثر الى شعارات هي من صميم ما زعمه “التيار الوطني الحر” نفسه في الإصلاح والعلمانية.

httpv://www.youtube.com/watch?v=DhZ7TGZaczc