- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

كي لا يرفع العلم الأسود …

Najat2014نجاة شرف الدين
كان لافتا الموقف الذي  أطلقه وزير الداخلية اللبنانية نهاد المشنوق على حاملي العلم الأسود في طرابلس وغيرها والذي يحمل كلمات مقدسة قائلا ” إن هذا العلم وهذا الكلام المكتوب عليه لا قيمة له عندما يستعمل لذبح عسكري لبناني تحت رايته ” . هذا الموقف يأتي بعد  تظاهرات يوم الجمعة الماضي،  حيث رفعت خلالها الأعلام السوداء  لما يسمى ب ” الدولة الإسلامية ” والتي إنطلقت في كل من طرابلس وعرسال تدعم داعش وتحرض على الجيش اللبناني وتدعو زعيم جبهة النصرة أبو مالك التلة للدخول الى بيروت عبر هتافات إستفزازية . التحركات هذه جاءت بعد حملة من المداهمات قام بها الجيش اللبناني لمخيمات النازحين في عرسال وإعتقل خلالها العديد من الأشخاص إضافة الى أسلحة وتجهيزات وعتاد  .
ما يحصل في عرسال ، يأتي أيضا مع إستمرار إختطاف العسكريين اللبنانيين لدى داعش وجبهة النصرة ، بغياب  أي نتائج جدية للمفاوضات الجارية عبر الوسيط القطري ، وبعد التحركات الواسعة للأهالي من خلال تنفيذ إعتصامات وقطع للطرقات الدولية في كل من البقاع والشمال من أجل الضغط على الحكومة ومطالبتها بالعمل من أجل عودة أبناءهم سالمين ، بعد التهديدات التي حصلت في الفترة الماضية وإعدام ثلاثة من العسكريين .
التحركات التي حصلت على الأرض من الأهالي ، والتوترات التي حصلت في عرسال ، والإتصالات التي جرت على مستوى الحكومة لا سيما من خلال اللقاءات التي عقدها الرئيس تمام سلام أثناء وجوده في نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وخطورة الموقف داخليا نتيجة الإنقسامات بموضوع ملف الرهائن العسكريين  والجهة التي تقوم بالمفاوضات ، كل ذلك جعل العديد من الأطراف السياسية تغير نظرتها بموضوع مبدأ ” المقايضة ” والذي كان لا يزال موضوعا خلافيا وهو ما عبر عنه صراحة الوزير وائل أبو فاعور حاملا موقف النائب وليد جنبلاط ، الذي أعلن تأييده مبدأ المقايضة .
الحكومة اللبنانية ، والتي ظهر التباين داخلها في ملفات عديدة ومنها ملف النازحين السوريين وموضوع المخيمات ، أكدت على موقفها الموحد بدعم الجيش اللبناني وما يراه مناسبا في التعاطي مع الملف الأمني لا سيما في عرسال ، وهو ما يفسر أيضا الموقف الذي أعلنه الرئيس سعد الحريري والذي  إنتقد فيه بيان ” الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ” والذي يحتج من خلاله على ما سماه ” إنتهاك الجيش اللبناني  لحقوق الإنسان والإعتداء على النازحين في عرسال ” ، ورأى الحريري أنه لم يكن في محله بكل المعايير داعيا إياهم الى ” رفع الصوت لتحرير العسكريين اللبنانيين وإعادتهم الى عائلاتهم” .
ملف النازحين السوريين  قنبلة موقوتة حذرت منها الأطراف الدولية قبل اللبنانية والمعالجات لا تزال تحتاج الى التوافق حتى ولو أراد وزير الداخلية عدم الأخذ بها ، والأزمات السياسية من رئاسية الى مجلسية كما التهديدات الأمنية  لا تزال قائمة مع غياب التفاهمات والتسويات الجدية على المستوى الداخلي والإقليمي  ، وعدم رفع الأعلام السوداء في المناطق اللبنانية  يحتاج الى أكثر من قرار التفاوض الحكومي لإطلاق العسكريين ، كي لا نفاجأ برؤيتها مرفرفة وصولا الى  بيروت …