تباهى قائد البحرية الإيرانية حبيب الله سياري بأن إغلاق مضيق هرمز أمام حركة شحن النفط سيكون «أسهل من شربة ماء» لكن محللين أميركيين يرون أن هذا غير صحيح.
ويقول محللون إن البحرية الإيرانية ليست بالحجم الذي يسمح بالإغلاق المادي المستمر للمضيق لكن لديها القدرة على زرع الألغام والقدرة الصاروخية لإحداث بعض الأضرار.
وتؤكد الاستاذة في جامعة جورج تاون، كيتلين تالمادج، والتي كتبت عن مضيق هرمز «لن تكون عملية سهلة». وأضافت «اذا أرادت طهران أن تثير بعض المشاكل فهي قادرة على هذا»، لكنه سيكون على الأرجح تحت أنظار الأسطول الخامس الأميركي الذي يتمركز في البحرين ويراقب أنشطة ايران بالمضيق عن كثب.
كذلك يلفت محللون إلى أن إيران لا تستطيع الاحتفاظ بوجود مستمر لخط من السفن لإغلاق المضيق لأن أغلب سفنها صغيرة ولا تستطيع البقاء في المياه المفتوحة في تشكيل منسق لعدة أيام. ولا تستطيع ايران على سبيل المثال تكرار الحصار الذي نفذته السفن البحرية الأميركية خلال أزمة الصواريخ الكوبية.
في المقابل، يرى المحللون أن إيران تستطيع الاعتداء على ناقلات النفط والسفن الحربية الغربية بالصواريخ أو عن طريق زرع ألغام وربما شن هجمات انتحارية بزوارق صغيرة أو محاولة مهاجمة منشأة تصدير بالخليج.
كذلك يرى محللون أن إغراق ناقلة نفط عملاقة والتي هي اكبر واكثر قدرة على الصمود من سفينة حربية ليس بالأمر اليسير.
وقال الكابتن جون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) «محاولات تصعيد التوتر في هذا الجزء من العالم غير مفيدة وتأتي بنتائج عكسية». وأضاف «من جانبنا نشعر بالارتياح لأن لدينا بالمنطقة الإمكانات الكافية لتنفيذ التزاماتنا تجاه أصدقائنا وشركائنا بالإضافة الى المجتمع الدولي».
من جهتها، قالت سوزان مالوني خبيرة الشؤون الايرانية في معهد بروكنجز «المتوقع هو أن يتعامل الجيش الأميركي مع أي تهديد ايراني بسرعة نسبياً». وفيما يؤكد محللون أن سياق التهديدات التي صدرت عن إيران هذا الأسبوع تشير بوضوح إلى أن الجمهورية الاسلامية المصدرة للنفط تشعر بتهديد أكبر من جانب الغرب بسبب عقوبات محتملة متصلة بقطاع النفط، يسود اعتقاد أن مجرد توجيه التهديد يمكن أن يعود بفوائد اقتصادية على ايران من خلال رفع أسعار النفط وإثارة القلق في أسواقه.
وقالت تالمادج من جامعة جورج تاون «تهديدات ايران ترفع أسعار النفط وهذا مفيد لإيران».
وأضافت «اذا وقع اي حادث في المضيق فإن الجيش الأميركي قد يصدر تحذيراً بأنه اذا خرجت سفن ايرانية من الساحل فسيعتبر هذا عملاً حربياً».
ومن مصادر القلق الرئيسية أنه اذا حاولت ايران زعزعة استقرار مضيق هرمز فقد يؤدي هذا الى مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة. لكن مالوني قالت إن ايران وإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيتوخيان الحذر من تصعيد التوتر اكثر من اللازم.
وأضافت «لا أعتقد أن ايران تريد ان تخوض حربا» لكنها ترى أن هناك أطرافاً داخل القيادة الإيرانية سترحب بصراع على مستوى أعلى لأنه سيلقى صدى بين قاعدة مؤيديها.
وقالت تالمادج إن ايران تحتاج الى المضيق بقدر ما تحتاجه اية دولة أخرى منتجة للنفط لاعتماد اقتصادها الشديد عليه.
واستطردت قائلة «لكنهم ليس لديهم فعلاً الكثير من الأوراق ليلعبوا بها. إنهم منعزلون دولياً وفي المنطقة بشدة وبالتالي هذه (الورقة) هي التي يميلون لسحبها حين يصيبهم اليأس».
وقالت تالمادج إن من الناحية التاريخية «هم الصبي الذي صاح مستغيثاً من الذئب. والدولة التي صرخت قائلةً هرمز. وجهوا هذا التهديد من قبل ولم ينفذوه».وقالت مالوني «يهددون بإغلاقه بشكل روتيني ولم ينفذوا هذا بالفعل في أي فترة من التاريخ».