- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

بين ذبح مسلم غربي ونحر مئات المسلمين توازن وخلل إعلامي

الضحية آلان هينينغ سائق التاكسي المسلم البريطاني

الضحية آلان هيننغ سائق التاكسي المسلم البريطاني

نقطة على السطر

بسّام الطيارة

ما أن تقتل رهينة من أبناء الغرب حتى يطفو الخبر على صفحات الإعلام الغربي (والشرقي) وتغطي التحقيقات حول أعمال الضحية وحياته ومحاسن أفعاله، وهذا طبيعي. ويأتي هذا ازخم الإعلام ليزيد من تراجع صورة الإسلام في العالم.

ولكن عندما يصطف ما يزيد عن سبعين «مسلم» راكعين مقيدي الأيدي وراء ظهورهم ينتظرون «داعشي» ليطلق رصاة في عنقهم وليتساقطوا واحدا تلو الآخر، فإن الإعلام في الغرب كما في الشرق «لحض الخبر» في سياق الحرب في المنطقة وكأنه «حدث بسيط وطبيعي»، وللمفارقة فإن هذا «التجاوز لفظاعة قتل داعش للمسلمين» يزيد من تراجع صورة الإسلام في العالم.

قتل آلان هيننغ «المسلم» يخلط الأوراق.

في أول أيام عيد الأضحى ذبح عامل الإغاثة البريطاني آلان هيننغ «المسلم» على يد مقاتلي داعش أو الذين يطلقون على تنظيمهم اسم «الدولة الإسلامية». عمل خسيس وشائن استنكرته المنظمات والجمعيات الإسلامية، وأقامت الصلاة على روحه في مساجد بريطانيا، وخصوصاً في سالفورد حيث اعتنق الإسلام. مناشدات قادة المسلمين في بريطانيا لإطلاق سراحه لم تنفع. ووصفت جمعية تطلق على نفسها اسم «مسلمو شمال انجلترا» هيننغ بأنه «بطل قومي».

رجل دمث وعطوف سعى لمساعدة أخوته في الإسلام في سوريا، فترك زوجته بربارا وولديه وأخذ إجازة «من دون راتب» ليقوم بعمل إنساني لمساعدة اللاجئين السوريين. باربرا وولداه  قالوا إنهم فجعوا لفقدان رجل العائلة الذي «كان يعمل من أجل رفاهية الآخرين» وتابعوا «ونحن كأسرة فخورون للغاية به وبما حققه» وأضافوا «سيتذكره الجميع».

نعم . سيتذكره الجميع. سيتذكر البريطانيون وكل من يحمل عاطفة إنسانية حتى مسلمو العالم سيذكروه بالخير… ولكن كيف ستكون الذكرى لدى أشخاص كانوا  يستعدون لدخول الدين الحنيف؟

كيف سيرى من يتذكر آلان هيننغ «المسلم» في التسجيل المصور الذي نشر «يوم الجمعة عشية العيد الكبير» و يظهر فيه الرجل البسيط الذي لا حول ولا قوة له راكعا امام رجل ملثم مسلح يذبحه بسكين في مكان صحراوي؟. في الشهر الماضي نددت رسالة موقعة من أئمة وزعماء المسلمين البريطانيين بالدولة الاسلامية، ولكن هل هذا يكفي؟ وصفوا المتعصبين بأنهم « يتصرفون كوحوش. أنهم يرتكبون أسوأ جرائم بحق الإنسانية. هذا ليس جهادا.. هذه حرب على الإنسانية جمعاء» ولكن هل يكفي هذا لتحسين صورة الإسلام؟

الرهينة الذي يبدو أن داعش تستعد لذبحه هو مسلم أيضاً اعتنق الدين الحنيف تحت اسم «عبد الرحمن» وهوعامل إغاثة أيضاً.  ناشد والداه  الأمريكي داعش الافراج عنه و سلطا الضوء فيهما على عمله الانساني مشددين على انه اعتنق الإسلام.

في حال نفذ داعش تهديده وقتل «بيتر كاسيغ»(عبد الرحمن) ستقوم موجة إعلامية جديدة وهذا طبيعي، ولكن بين لحظة نحر آلان هيننغ «المسلم» ويوم قتل «عبد الرحمن الأميركي» (لا سمح الله) فإن المئات من المسلمين ينحرون في دولة داعش، والعشرات تعلق رؤوسهم في الساحات وعشرات النساء ترجمن أمام أعين المسلمين الواقعين تحت نير داعش.

فهل يتحدث الإعلام عن هؤلاء في أكثر من ثلاثة أسطر، حتى لا يبدو طبيعياً نحر المسلمين وهمجياً نحر غربي واحد؟

إن الخلل في التغطية الإعلامية يساعد داعش ويذهب في اتجاه دعوتها لفصل الإسلام عن بقية العالم.  بينما يساعد هذا التوازن في الاستنكار في دحر داعش وفي الحرب على الإرهاب.