باريس – بسّام الطيارة (خاص)
استقبل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الرئيس سعد الحريري. بالطبع احتلت الهبة السعودية ومسألة «صرف» مليار دولار الموضوع من قبل العاهل السعودي في عهدة رئيس الوزراء السابق في محور محادثات إلى جانب آخر المستجدات في لبنان والمنطقة. ويبدو أن الحريري نجح في «تسريع» مسألة البدء بشحن معدات للجيش اللبناني.
اجتماع طويل نسبياً دام حوالى الـ ٤٠ دقيقة في حضور وزير الخارجية لوران فابيوس ومستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط إيمانويل بون ورئيس هيئة الأركان الخاصة الجنرال بينوا بوغا والمستشار جاك أوديبير. بينما رافق الحريري مدير مكتبه نادر الحريري ومستشاره للشؤون الأوروبية المحامي بازيل يارد.
على درج الإليزيه سئل الحريري عما إذا كانت فرنسا «ستسلم أسلحة إلى لبنان؟». جوابه جاء سريعاً «بالطبع فرنسا ستسلم أسلحة إلى لبنان واعتقد أن هذا الأمر سيحصل وسنرى ذلك خلال الايام المقبلة».
مصدر مقرب من ملف «تسليح الجيش اللبناني ودعم الأمن والاستقرار في لبنان» كما يصف نفسه قال لـ«برس نت»: «إننا حريصون على أمن بلاد الأرز وسنفعل كل ما في وسعنا لدعم الجيش اللبناني في الظروف الحالية». وكشف المصدر أن عمليات «تسليم الجيش معدات يمكن أن تبدأ خلال أيام قليلة». وكلام المصدر يتقاطع مع ما ذكره الحريري على درج الإليزيه عندما سئل عن العراقيل التي تعترض تسليم الجيش اللبناني معدات فهو أجاب: «كلا لا توجد عراقيل». وفي إشارة لهبة المليار دولار أكد أن «هناك الكثير من الامور التي أنجزت وسيصار إلى الاعلان عنها خلال اسبوع او عشرة ايام» واستطرد قائلاً«إن شاء الله هناك معدات ستبدأ بالوصول إلى لبنان بأسرع وقت ممكن». ولكن عندما أعيد تحديد السؤال بفصل هبة الـ ٣ مليار وهبة المليار قال الحريري :«تعلمون أن المسألة بين المملكة العربية السعودية وفرنسا قد أنجزت» وأضاف «أعتقد أنها تتقدم في الاتجاه الصحيح».
ويأتي جواب الحريري ضمن «قالب الإجابات الفرنسية» منذ زيارة ولي العهد السعودي الأمير سلمان إلى باريس قبل أسابيع بما معناه «كل شيء قد بُتّ وبقيت بعض التفاصيل»، إلا أن المصدر أكد بأن تدهور الأوضاع الأمنية في لبنان يدفع باريس «لتجاوز عقدة التفاصيل». وشرح بأن لائحة الأسلحة التي تم التوافق عليها مع خبراء الجيش اللبناني تتضمن بعض المعدات المتواجدة في المخازن الفرنسية والتي لا تتطلب «أوامر تصنيع مرتبطة بتعهدات دفع» مثل مروحيات « غازيل» أو السيارات المصفحة وأجهزة مراقبة ليلية.
وتابع المصدر إن السياسة لفرنسية كانت «دائماً على خط حماية بلاد الأرز» وبالتالي فإن باريس تستطيع أن تتقدم خطوات في اتجاه البدء بتسليم معدات «لأنه يوجد اتفاق مبدأي من قبل السعودية». ولكنه بالمقابل رفض التميز بين هبة الـ ٣ مليار وهبة المليار.
وكان الحريري قد أجاب على سؤال بهذا الصدد فقال«أما مسألة المليار دولار التي أتولى إدارتها أنا شخصياً لتسليح الجيش اللبناني والقوى الأمنية، فإنكم خلال الأسابيع المقبلة سترون نتائجها»، وهو ما يؤكد أن بدء تسليم الجيش سيكون خلال فترة قريبة جداً للحاق بوتيرة المهمات التي باتت على عاتق الجيش اللبناني والخطر الداعشي الداهم على الحدود اللبنانية.
ويبدو أن أن نجاح الحريري في تعجيل تسليح الجيش جاءت لتحاكي الهجوم القوي الذي شنه على داعش على درج الإليزيه مطالباً بـ«ضربات موجعة» للتنظيم لأنهم « إرهابيون لا يعرفون ديناً، وعلينا الانتهاء من ذلك» وطالب التحالف بأن «يضرب بقوة ويهاجم بطريقة منهجية وليس فقط استراتيجية».