صعدت الدولة الإسلامية هجومها في الأيام الاخيرة ضد البلدة الكردية الحدودية رغم تعرضها لغارات جوية تقودها الولايات المتحدة بهدف وقف تقدمها.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات وقعت اثناء الليل مشيرا إلى أنها لم تكن ضارية لكنه قال إن تنظيم الدولة الإسلامية يتقدم من الجنوب الغربي. وأضاف أن مقاتلي التنظيم عبروا إلى كوباني وسيطروا على بعض مباني المدينة. وتابع أن مقاتلي التنظيم توغلوا نحو 50 مترا داخل جنوب غرب المدينة.
وفر ما يقدر بنحو 180 ألف شخص إلى تركيا من كوباني بعد تقدم الدولة الإسلامية. وقال عضو في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي يوم الاثنين إنه تم إجلاء أكثر من ألفي كردي سوري بينهم نساء وأطفال عن البلدة بعد أحدث جولة من القتال.
وقبل الهجوم كانت كوباني التي تعرف بالعربية باسم عين العرب ملاذا للنازحين من الصراع السوري بين مقاتلي المعارضة وقوات الرئيس بشار الأسد. وتحول هذا الصراع إلى معارك بين مختلف الفصائل. وعزز تنظيم الدولة الإسلامية صفوفه بمقاتلين أجانب ومنشقين من جماعات معارضة أخرى كما حصل على مزيد من الأسلحة الثقيلة بعد أن اجتاح مقاتلوه شمال العراق في يونيو حزيران واستولوا على الأسلحة من قوات الجيش العراقي الفارة.
وقال موقع سايت الذي يرصد مواقع الحركات الإسلامية يوم الاثنين إن التنظيم بث تسجيل فيديو يوضح عشرات الرجال الذين قالوا إنهم من جماعة أحرار الشام ويعلنون الولاء لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي. وأحرار الشام جماعة إسلامية منافسة اشتبكت مع التنظيم من قبل. وأظهرت تقارير حديثة توجه مواطنين غربيين للقتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية بعد أشهر وجهت خلالها الولايات المتحدة ودول أوروبية تحذيرات من توجه مواطنيها إلى سوريا للقتال إلى جانب المتشددين الإسلاميين.
وقال رجل في مقابلة مصورة مع رويترز داخل سوريا إنه مواطن أمريكي وجندي سابق من ولاية أوهايو جاء للانضمام إلى المقاتلين الأكراد في معركتهم ضد الدولة الإسلامية. وقال رجل عرف نفسه على انه برايان ويلسون انه وأمريكيين آخرين جاءوا إلى سوريا لمحاربة الدولة الإسلامية.
وطلب مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي مساعدة الجمهور في التعرف على رجل ملثم يتحدث فيما يبدو بلهجة أمريكا الشمالية في شريط فيديو نشره مقاتلو الدولة الإسلامية الشهر الماضي يستهدف الجمهور الغربي. وطلب المكتب أيضا مساعدة الجمهور “في تحديد الأشخاص الأمريكيين الذين يذهبون للقتال في الخارج مع الجماعات الإرهابية أو الذين يعودون من القتال في الخارج.”
وتقصف الولايات المتحدة مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق منذ أغسطس آب ووسعت نطاق حملتها العسكرية لتشمل سوريا في سبتمبر أيلول. وانضمت دول عربية إلى الحملتين في حين تشارك دول غربية في الحملة بالعراق فقط. وقال مسؤولون أمريكيون يوم الاثنين إنه مع مرور شهرين على الحملة الأمريكية أضاف الجيش الأمريكي سلاحا جديدا إلى ترسانته في العراق مستخدما طائرات هليكوبتر من طراز أباتشي لأول مرة.
ودعا يلجين أكدوجان نائب رئيس الوزراء التركي إلى المزيد من الإجراءات الأمريكية. وقال “أكدت حكومتنا ومؤسساتنا المعنية للمسؤولين الأمريكيين على ضرورة تكثيف القصف الجوي فورا بطريقة أكثر فعالية وكفاءة.”
وأحجمت تركيا عضو حلف شمال الأطلسي التي لها حدود مع سوريا تمتد 900 كيلومتر حتى الآن عن الانضمام إلى الحملة لكن محنة كوباني زادت من الضغط عليها للتدخل.
وتقول تركيا إن نطاق الحملة يجب توسيعه ليشمل استهداف الاطاحة بالأسد. وتطلب تركيا تطبيق منطقة حظر جوي في شمال سوريا وهو ما يتطلب من التحالف استهداف السلاح الجوي الخاص بالأسد أيضا إضافة إلى تنظيم الدولة الإسلامية وهي خطوة لم توافق عليها واشنطن.