بينما تقول تركيا انهاستنضم الى التحالف العسكري فقط اذا وافقت واشنطن على استخدام القوة ضد الرئيس السوري بشار الاسد والجهاديين السنة الذين يقاتلون ضده، احتدمت المعارك في الشوارع بين المحتجين الأكراد والشرطة في أنحاء جنوب شرق البلاد الذي يغلب على سكانه الأكراد وأيضا في اسطنبول وفي انقرة فيما تهدد الحرب في سوريا والعراق بانهيار عملية السلام الكردية الحساسة في الدولة العضو في حلف شمال الاطلسي.
ووصفت أعمال العنف بأنها الأسوأ في تركيا منذ سنوات
إذ مازالت كوباني تتعرض لقصف شديد من مواقع الدولة الاسلامية التي تقع على مرمى البصر من الدبابات التركية والتي لم تفعل شيئا على الاطلاق حتى الان للمساعدة.
وقالت آسيا عبد الله الرئيسة المشاركة لحزب الاتحاد الديمقراطي الحزب الكردي الرئيسي في سوريا الذي يدافع عن المنطقة لرويترز من داخل المدينة “الليلة دخل مقاتلو (الدولة الاسلامية) اثنين من الأحياء بأسلحة ثقيلة بينها دبابات. ربما يكون مدنيون قد ماتوا لأن هناك اشتباكات عنيفة للغاية.”
ونسب الى مسؤولين أمريكيين قولهم ان صبرهم نفد ازاء الاتراك لرفضهم الانضمام الى التحالف العسكري ضد مقاتلي الدولة الاسلامية الذين استولوا على مساحات كبيرة من سوريا والعراق.
وقال مسؤول أمريكي تحدث شريطة عدم الافصاح عن هويته “ليس هناك أدنى شك في ان الحكومة الأمريكية تعتقد أن تركيا تستطيع عمل المزيد (من الجهد) ويجب عليها ان تفعل المزيد وانها تستخدم ذرائع لعدم بذل المزيد.” وأضاف “نبعث بتلك الرسالة بكل وضوح من وراء الستار.”
ويقول محللون ومسؤولون أمريكيون إن تردد تركيا في تدخل جيشها ثاني اكبر جيش في حلف الأطلسي لانقاذ كوباني يعكس مخاوف من تشجيع وتمكين الأكراد لديها والذين يسعون منذ وقت طويل للحصول على مزيد من الحكم الذاتي.
ويقول أكراد تركيا ان الرئيس رجب طيب أردوغان يماطل بينما يقتل اشقاؤهم في كوباني.
وقالت وسائل اعلام محلية ان الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفريق متظاهرين أحرقوا سيارات واطارات. وفرضت السلطات حظر التجول في خمسة اقاليم على الاقل وهي المرة الاولى التي تستخدم فيها مثل هذه الاجراءات على نطاق واسع منذ اوائل التسعينات.
وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو للصحفيين في انقرة إن 19 شخصا قتلوا وأصيب 145 في أعمال شغب في انحاء تركيا وتعهد بعدم تقويض عملية السلام في تركيا مع الانفصاليين الأكراد نتيجة “الاعمال التخريبية”. وقالت وكالة انباء دوجان في وقت لاحق إن عدد القتلى ارتفع إلى 21.
وقتل عشرة أشخاص على الأقل في اشتباكات في دياربكر وهي أكبر مدينة في جنوب شرق تركيا. وتم تمديد حظر التجول الذي فرض طوال اليوم هناك من مساء الثلاثاء ليوم اخر. وتحدت مجموعات من المحتجين حظر التجول واشتبكت مع قوات الأمن هناك يوم الأربعاء.
وقتل آخرون في اشتباكات بين محتجين وافراد من الشرطة في اقاليم موس وسيرت وباتمان في شرق البلاد. وأصيب 30 شخصا في اسطنبول بينهم ثمانية من ضباط الشرطة.
وامتدت الاضطرابات الى بلدان أخرى بها سكان أكراد وأتراك. وقالت الشرطة في ألمانيا ان 14 شخصا اصيبوا في اشتباكات بين أكراد واسلاميين.
وتكشف الاضطرابات في تركيا المصاعب التي تواجهها واشنطن في تشكيل تحالف دولي للتدخل ضد الدولة الاسلامية في سوريا والعراق