أثارت الانتفاضة الكردية في تركيا ردا غاضبا من جانب الحكومة التركية التي تتهم الزعماء السياسيين الأكراد باستخدام الوضع في كوباني لتقويض الأمن في تركيا وإفساد عملية السلام الهشة.
وخاض أكراد تركيا تمردا استمر عقودا قتل فيه 40 ألف شخص. وكانت هدنة في العام الماضي أحد المنجزات الرئيسية لحكم إردوغان لكن عبد الله أوجلان المؤسس المسجون لحزب العمال الكردستاني قال إن عملية السلام بين تركيا والأكراد سيقضى عليها إذا سمحت أنقرة بسقوط كوباني.
وفي كلمة أذاعها التلفزيون يوم الجمعة اتهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الزعماء الأكراد “بتوجيه نداءات للعنف بطريقة عفنة”.
وقال “عملية السلام لا تعني غض البصر عن هذا السلوك العفن. عملية السلام لا تعني التسامح مع الخروج على الشرعية.”
وأضاف قوله “لقد وضعت يدي وبدني وحياتي في هذه العملية السلمية وسأستمر في الكفاح حتى آخر نفس لاستعادة رباط الأخوة بين 77 مليونا بأي ثمن.”
وكانت اعمال الشغب التي استمرت ثلاثة أيام في جنوب تركيا أسوأ أعمال عنف في الشوارع في عدة سنوات ومحاولة اغتيال قائد الشرطة أول حادث من نوعه منذ عام 2001.
وشهد اقليم غازي عنتاب في جنوب شرق تركيا جانبا من أسوأ أعمال العنف ليل الخميس عندما قتل أربعة أشخاص وأصيب 20 آخرون في اشتباكات بين متظاهرين متضامنين مع أكراد كوباني وجماعات مناهضة لهم.
وذكرت وكالة أنباء دوجان أن لقطات فيديو أظهرت حشودا معظم أفرادها مسلحون بالبنادق والسيوف والعصي تجوب الشوارع في غازي عنتاب وأشعل مهاجمون النار في مقرين لحزب الشعب الديمقراطي الكردي.
ودعا صلاح الدين دمرداش الرئيس المشارك لحزب الشعب الديمقراطي الحزب السياسي الرئيسي للأكراد في تركيا إلى الهدوء وأن تبقى الاحتجاجات سلمية.
ويقول كثير من أكراد تركيا إن رفض الدفاع عن كوباني دليل على أن الحكومة تعتبرهم عدوا أكبر من تنظيم الدولة الإسلامية. وعلى الحدود كان عشرات من الرجال الأكراد يشاهدون معارك كوباني من تل كان المزارعون يزرعون فيها يوما أشجار الفستق.
وقال أحمد انجو (46 عاما) الذي قطع 500 كيلومتر ليشاهد كوباني التي يقاتل فيها أربعة من أقاربه “أنا أؤمن بعملية السلام لأني لا أريد أن يموت مزيد من الأطفال. لكن الأكراد خدعوا ولم تكن عملية السلام خالصة. فالحكومة إما أنها تريد القضاء على الأكراد أو استعبادهم.”
كان ابن أحمد البالغ من العمر 12 عاما قتل في عام 2011 حينما قتلت مقاتلات تركية من طراز إف-16 34 مدنيا كرديا كانوا يقومون بتهريب السجائر والوقود عبر الحدود مع العراق.
وقال أحمد “على مدى عامين كان إردوغان يزرع الدولة الإسلامية وفي الوقت نفسه كان يقول إنه يريد السلام. لقد كان يسعى دوما إلى إبادة حزب العمال الكردستاني. وأخطأ أبو (عبد الله أوجلان) حينما أعلن هدنة.”
وتحدث أحد الذين كانوا يشاهدون القتال عبر الهاتف إلى جندي كردي داخل كوباني. وقال إن الرجل أبلغه بوقوع خسائر فادحة وأن الجثث ملقاة في الشوارع.
وانضمت جولسر يلدريم النائبة عن حزب الشعب الديمقراطي المؤيد للأكراد الى حشد بالقرب من مزرعة لإقامة صلاة الجمعة على مرأى من الحدود. وقالت إنها قضت 18 يوما على الحدود تشاهد قوات الدولة الإسلامية وهي تتقدم باطراد في اتجاه الغرب صوب كوباني وتسيطر على نحو 30 كيلومترا من الأراضي.
وقالت “إذا كانت هذه الحكومة لا تزال تفضل هؤلاء الوحوش .. هذه العصابة التي تسمى (الدولة الإسلامية) على الأكراد الذين ننخرط معهم في عملية سلام فما هي الرسالة التي يبعث بها ذلك إلى الأكراد بشأن فرصنا في العيش معا؟”
وتقول تركيا إنها لن تنضم الى التحالف الدولي لقتال تنظيم الدولة الإسلامية إلا إذا تصدى التحالف لحكومة الرئيس بشار الأسد. ويريد إردوغان فرض منطقة حظر طيران -لمنع طائرات الأسد من التحليق فوق المنطقة بالقرب من حدود تركيا- ومنطقة عازلة محمية هناك للاجئين.
وتقول واشنطن إنها تدرس الفكرة لكنها أوضحت أن هذا ليس خيارا ممكنا في الوقت الحالي. وسيتطلب فرض منطقة حظر طيران أو منطقة عازلة ان تهاجم الولايات المتحدة القوات الجوية لحكومة الأسد التي لم تعترض حتى الآن على الطلعات الجوية الأمريكية فوق الأراضي السورية لضرب أهداف للدولة الإسلامية.
وقال بلينكن نائب مستشارة الأمن القومي الأمريكي إن إنشاء منطقة عازلة “ليس خيارا له الأولوية الآن.”
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة سيعقد اجتماعا مع ما يربو على 20 من قادة الدفاع الأجانب الأسبوع المقبل خارج واشنطن لمناقشة الحملة الدولية على تنظيم الدولة الإسلامية