- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

” فيلم أميركي طويل “

Najat2014نجاة شرف الدين
عندما أعلن الرئيس الأميركي بارك أوباما أن الحرب على الإرهاب ستأخذ وقتا طويلا  وهو حدد المرحلة الأولية بثلاث سنوات ، وأن ضربات التحالف الدولي العسكرية الجوية لا تستطيع وحدها أن تقضي على التمدد الداعشي ، كان يعلم أيضا أن الإستراتيجية الواضحة غير موجودة ولا يمكن تحديدها بسبب غياب الأهداف الواضحة عن هذه العملية التي تبقى نتائجها مرهونة بالعمليات على الأرض ، وهو ما يمكن إختصاره بكلام وزير الخارجية الأميركي جون كيري  الذي أعلنه من القاهرة يوم الأحد الماضي عندما قال ” نتوقع أن نمر بمراحل صعود وهبوط ” ردا على التساؤلات عن إستمرار التقدم الداعشي ولا سيما في إقليم الأنبار حيث سيطر على قاعدة هيت هي الثالثة في غضون ثلاثة أسابيع    ، ما أثار موجة من الخوف المتصاعد من أن تسقط الأنبار بكاملها في أيدي مقاتلي ما يسمى بالدولة الإسلامية ، ويهدد العاصمة العراقية بعد أن تمت السيطرة على الرمادي والفلوجة ووصلت الى حدود منطقة أبو غريب القريبة من المطار الدولي للعاصمة العراقية .
هذه التطورات الميدانية التي تجري على إيقاع الإجتماع القيادي للتحالف الدولي في قاعدة أندروز الأميركية في واشنطن لدرس وتقييم الخطوات العسكرية ، ونقاش الخطوات المقبلة في ظل عدم حصول تقدم على الأرض إن في العراق أو سوريا ، خاصة أن مدينة كوباني المحاصرة مهددة بالسقوط في أي لحظة ، إلا أن السياسة الأميركية الحذرة للرئيس أوباما ، تبرر ذلك بالإستراتيجية الطويلة المدى كما بالإعتماد على القوات الأمنية العراقية التي هي من تخوض المعارك على الأرض وليس الجيش الأميركي ، وهو ما قاله اوباما صراحة بأن القتال للعراقيين ودعمه في ذلك موقف وزير الخارجية البريطاني الذي قال ” التحالف يستطيع أن يدعم الحكومة العراقية وقوات الأمن العراقية ولكن الشعب والقوات الأمنية والحكومة العراقية عليها ان تقود على الأرض ” .
هذه المواقف التي تحاول الحكومة العراقية بقيادة رئيسها حيدر العبادي مواكبتها ميدانيا من خلال محاولة التواصل مع زعماء القبائل السنية من أجل الدخول في المواجهة العسكرية ضد داعش ، إلا أن أزمة الثقة بالحكومة الشيعية لا تزال تعيق إمكانية تعزيز موقف الجيش العراقي الذي يعاني من مرض ” الفرار ” لعناصره والإنسحاب كما حصل في الأنبار إضافة الفساد ، وهو ما سيبقي عملية المواجهة محدودة النتائج .
كثيرة هي التحاليل والقراءات ولا سيما الغربية منها ، التي إعتبرت أن توجيه الضربات العسكرية لمواجهة الخطر الداعشي ، لن تكون كافية لإحتواء هذا التنظيم ومواجهته ، وكثيرة هي المقالات التي تحدثت عن الحذر الأوبامي في التعاطي مع دخوله في إستراتيجية جديدة ، كان يريد إبعاد كأسها عن فترة ولايته ، وهو اليوم يود تقليل خسائرها  أكثر من تحقيق نصر يعلم تماما أنه لن يحصل .
الخليفة يتقدم ، وداعش تتمدد ، والتسوية السياسية لم يحن وقتها بعد ، في إنتظار تطورات دراماتيكية ، وفي الإنتظار يبقى ” الصبر ” عنوانا للتوقعات المُحتملة للمشهد العسكري والسياسي للفيلم الأميركي الذي سيكون طويلا …