- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

النووي الإيراني: داعش «الضيف الثقيل» في مفاوضات فيينا

Capture d’écran 2014-10-19 à 01.28.13فيينا – برس نت (خاص)
أكدت مصادر متقاطعة تابعت جولة المفاوضات الجديدة بين إيران والدول الست الكبرى أن اتفاقاً ما زال بعيداً عن متناول التوقيع، وإن كان بعيداً أيضاً إعلان فشل المفاوضات التي يهيمن عليها «حوار ثنائي أميركي إيراني».
لم يتردد مصدر مقرب من اتهام روسيا بدعم المفاوض الإيراني خلف كواليس المفاوضات على خلفية الخلاف الروسي الغربي في عدد من المسائل وبشكل خاص المسألة السورية. ما يعطي الانطباع بأن المفاوضات حول النووي الإيراني تدور على وقع مفاوضات حول كافة «الحرائق في المنطقة» حسب قول المصدر، رغم أن نفي الحديث عن «أي ملف غير النووي» هو عنوان مداخلات المشاركين في اللقاء.
داعش كان حاضراً بقوة توازي قوة الخطر الذي يشكله على كافة المشاركين. فإيران لا تنفي خشيتها على سقوط العراق وتقف في صف الداعمين «مباشرة» للحكومة المركزية وللبشميركة، أي أن هزيمة داعش تشكل بالنسبة لها هدفاً منشوداً مما يسحب من يدها ورقة قوة في مفاوضاتها النووية. الغرب له مصلحة كبرى في هزيمة داعش من دون أن يضطر إلى تنازلات كبرى تلك المفاوضات بسبب التقاء المصالح مع إيران.
ولكن يختلف الأمر كثيراً في المف السوري، حيث تجاهر إيران بمعارضتها أي تدخل مباشر غربي لقلب نظام الأسد، وهو ما يبدو التوجه الأميركي الحالي. من هنا يبرز التباين الواضح بين مواقف «الدول الست» التي تفاوض إيران. فالدول الأوروبية وفي مقدمتها فرنسا ترفض أي اقحام للمسألة السورية في المفاوضات النووية ولو بشكل غير مباشر. وحسب مصدر متابع فإن هذا التباين يفتح زاوية لكي تدعم روسيا إيران في المفاوضات النووية على خلفية التشدد في الملف السوري. ويلاظ المصدر «ضعف الموقف الأوروبي» يعود إلى أن «كاترين أشتون في طريقها لترك منصبها» في نهاية السنة لتحل محلها الإيطالية فيدريكا موغيريني، من جهة في حين أن مواقف الدول الأوربية الثلاث في الملف الأوكراني غير متناسقة تنعكس مباشرة على الأجواء داخل المفاوضات.
هذه الأجواء المتوازنة في أوراق القوى تبرر على ما يبدو احتمال تمديد ثان للفترة التفاوض رغم التكذيبات التي صدرت من هنا وهناك والتي يمكن اعتبارها من جملة عرض العضلات مثلها مثل المواقف امتشدد التي تواكب أي مفاوضات. أما التوجه العام فيبدو ذاهباً نحو تقديم عرض لإيران يستجيب لبعض مطالبها غير الاستراتيجية وعددت الصادر النقاط التي يمكن أن تسجل فيها «بعض الليونة وليس التنازلات» حسب قول المصدر وقد تبدو هذه النقاط غير ذي أهمية في آعلن عنها ولكنها تعطي الفريقين المتفاوضين نوع من القدرة على حفظ ماء الوجهه/ وتدور هذه النقاط حول قدرة إيران على الإحتفاظ بمنشآت نووية «باردة» أي من دون دون تشغيل ولكن أيضاً من دون تفكيك على تتم رقابتها من قبل المنظمة الدولية ويدور الحديث حول مفاعل أراك الذي تتمسك إيران بالاحتفاظ به كضمان لقدرتها التقنية في المستقبل. ومن المحتمل أيضاً أن يقبل الغرب بعدد أكبر من الطاردات المركزية شرط  أن لا يزيد انتاجها عما ستوصل إليه المفاوضات النهائية وأيضاً مواصلة تحويل إيران مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب إلى أوكسيد اليورانيوم  المخصص للإستخدام السلمي.