- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

ليالي الشمال تبقى حزينة

Najat2014نجاة شرف الدين
أنهى الجيش اللبناني جولة جديدة من المعارك في طرابلس ، بعد مواجهات دامية مع مجموعة من الإرهابيين ، والذين كانوا يتحضرون للقيام بتفجيرات وعمليات أمنية ، بهدف إحتلال قرى في الضنية تمهيدا لإعلانها إمارة ما سيجعلها ملاذا للمقاتلين والثائرين على الظلم والعسكريين الذين سينشقون عن الجيش ، بحسب إعترافات الموقوف أحمد ميقاتي ، ويترافق ذلك مع أعمال أمنية في طرابلس ، وتكون المرحلة الأولى من المخطط الأكبر القاضي بربط القلمون السورية بالساحل اللبناني . ميقاتي أشار في إفادته الى معرفة كل من المطلوبين شادي المولوي وأسامة منصور بالعملية ، وهم قاموا بمواجهة الجيش مع مجموعة من رجالهم ما أدى الى سقوط العديد من القتلى والجرحى ، إلا أنهم إختفوا على طريقة أحداث عبرا العام الفائت ، عندما غادر أحمد الأسير وفضل شاكر المنطقة ولم يتم القبض عليهم حتى الآن .
عملية الشمال هذه بكل تداعياتها ، أرخت بظلالها على المشهد اللبناني لا سيما أنها تأتي بعد معركة عرسال ، والتي لم تنته فصولا بعد مع وجود العسكريين الرهائن لدى داعش والنصرة إضافة الى المعارك اليومية في الجرود ، وهي تطرح إشكالية موقع الجيش اللبناني من الحرب على الإرهاب ، والضغط على لبنان من أجل إنسحاب حزب الله من المعارك الدائرة في سوريا.
الحملة التي يتعرض لها الجيش اللبناني من عرسال الى الشمال ، تسارعت وتيرتها مؤخراً ، مع المحاولات التي حصلت لخطف جنود جدد ، كما من خلال دعوة بعض رجال الدين في المساجد للإنشقاق عن الجيش ، كما حصل مع الشيخ خالد حبلص ، الذي ألقى خطبة منذ نحو شهر في مسجد التقوى في طرابلس دعا فيها العسكريين السنة في الجيش الى الإنشقاق ، لأن ” الجيش تحول جيشا إيرانيا يريد إستهداف أهل السنة وكسر شوكتهم ” ، وعاد وكرر هذا الكلام مرة جديدة عبر بيان يوم الجمعة الماضي عندما بدأت المعارك في طرابلس .
ما حصل في طرابلس ، أجمعت على تأييده معظم القوى السياسية ، وكان الغطاء واضحا في كلام الرئيس سعد الحريري الذي أبدى دعمه للحكومة والجيش في طرابلس ، كما مختلف القوى الطرابلسية . هذا الدعم قابله دعم خارجي عبرت عنه المتحدثة باسم الخارجية الأميركية التي أسفت لسقوط الجنود والضباط دفاعا عن لبنان بمواجهة الجماعات الإرهابية .

توقف الرصاص ، وعاد الطربلسيون الى منازلهم ، وضاع شادي المولوي وأسامة منصور في سراديب القنوات العلمائية ، إلا أن الحروب الصغيرة يبدو أنها لن تتوقف ، والحرب المتنقلة المخاضة ضد الجيش لم تنته في إنتظار الصورة الأوضح في العراق وسوريا ، ولبنان يعيش على الترددات ألداعشية بأقل الخسائر الممكنة ، فماذا لو إنتقلت غدا الى منطقة أخرى بأسماء جديدة تضاف الى الأسير والمولوي ، وهل يستطيع الجيش بإمكانياته المحدودة خوض هذه المواجهات المتنقلة بين المناطق ؟ ومن يستطيع أن يمسح الدموع عن الشمال بعد ما عاشه في لياليه الحزينة ؟