طوكيو- بسّام الطيارة
في اليابان: يسألني بعض من ألتقي به: «لماذا أنتم العرب هكذا؟». من يعرفني منذ مدة طويلة يسألني مستفهماً: «هل هذا هو الإسلام؟». من ينتمي إلى دوائر المستعربين في بلاد الشمس يسأل: كيف تحول الإسلام إلى ما نراه اليوم؟».
بماذا أجيب؟ أ أعرف أن العرب، وأنا منهم وأنا فخور بذلك. أعرف أنهم ليسوا كما يظهر الإعلام العالمي العرب. وأعرف أن قلة قليلة هي التي تتصدر واجهة الصورة السيئة للعرب. لست ناطقاً باسم العرب حتى أجيب ولكني أجد نفسي محرجاً فأحاول أن أوضح صورة الأقلية الصاخبة والأكثرية الصامتة. إذا كان محاوري لبقاً مهذباً تمر المسألة مرور الكرام. وإذا كان مشككاً يغير الحديث… فأتنفس الصعداء.
بماذا أجيب عن الإسلام. والصور اليومية تبرز اسم «دولة» تحمل صفة الإسلام بأبشع الصور؟ في الإسلام كما في الشأن العروبي يجب الاعتماد على قانون الأكثرية الصامتة والأقلية الصاخبة لتخفيف صدمة اللقاء مع الأسئلة.
أما بالنسبة للمستعربين فهم ينظرون وهم ينتظرون جواباً علمياً على ما جعل هدف مادة دراساتهم تتحول نحو شفير العدم. من الصعب الإجابة، فهؤلاء يعرفون تاريخ الإسلام وتاريخ العرب بشكل جيد ولكنهم لم يواكبوا التحولات اليومية على الأرض في العقود الماضية والتي أنتجت «عدميين» في بطن الإسلام وبطون العروبة. هؤلاء واكبوا التطور السطحي للعرب ولكنهم لم يعيشوا فساد الحكام ولا تحسسوا ألم وعاناة الشعوب العربية والإسلامية المقهورة.
رغم ذلك فالإجابة صعبة. لذا اكتفي بالنظر إلى سقف الغرفة وأتمتم أشياء أقصدها غير مفهومة.
ولكن أصعب الأوقات وأكثرها حرجاً هي حين تُطرح علي هذه الأسئلة بحضور مواطن عربي. هذا المواطن «الشقيق» الأخ في المواطنة أو في العروبة أو حتى في الإسلام يتصدى للحديث أيا كان لونه بلون مضاد.
تقول أن قلة تسيئ صورة العرب فيجب بأن العكس هو الصحيح وكأن التحدي هو عامل قوة وليس إشارة ضعف.
تقول بأن قلة تجعل من الإرهاب ملازماً للإسلام وتخدش صورته، فيتصدى لك قائلاً أن الإرهاب هو أداة تعبير وتصدي لما يصيب المسلمين.
تقول أن ما يحصل هو نتيجة مباشرة لتصرف الحكام يتصدى لك بمقولة «المؤامرة».
لا تستطيع ترك سبيل الحديث له خوفاً من تشويه أكبر لصورة العرب والإسلام والمسلمين، فيحرجك في جدال عقيم يجعل من السائلين مجرد متفرجين على … الانفصام العربي وعلى تشرزم أفكار العرب والمسلمين.