- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

زوجة رئيس أفغانستان … لبنانية

Capture d’écran 2014-11-01 à 06.00.01تأمل اللبنانية رلى سعادة، زوجة الرئيس الأفغاني أشرف غني، أن توظّف التعددية الثقافية لديها في خدمة أفغانستان التي انهكتها 35 عاماً من الحروب.

وتقول في مقابلة اجرتها معها “فرانس برس” إن المرء يكون أمام احتمالين في التعامل مع تعدد هوياته الثقافية، “إما أن يتعلق بهوية واحدة، وإما أن يعتنق كل الهويات ويستفيد من تأثير كل منها” في شخصيته، مقتبسة في ذلك من الكاتب اللبناني أمين معلوف صاحب كتاب “هويات قاتلة”.

وتضيف “أنا أفضّل الخيار الثاني، لأن الخيار الأول، كما يقول أمين معلوف، يعني مواجهة الهويات الأخرى، وهذا من شأنه أن يقود فعلاً إلى العنف تجاه الآخرين”.

عاشت رلى سعادة في الولايات المتحدة وفي باريس حيث تأثرت بالثورة الطالبية في أيار (مايو) من العام 1968، وتعرفت على مقاعد الدراسة على أشرف غني الذي شغل في ما بعد منصباً رفيع المستوى في البنك الدولي قبل ان يصل الى سدة الرئاسة في بلده خلفاً لحميد كارزاي.

تلقت رلى سعادة علومها الجامعية في كلية العلوم السياسية في باريس، قبل أن تنتقل إلى الولايات المتحدة لتعيش فيها ثلاثين عاماً لم تحل دون الحفاظ على لكنة فرنسية ممتازة، وهي تشعر ان واحدة من هوياتها هي الهوية الفرنسية.

ففي أيار (مايو) من العام 1968، كانت رلى في قلب الحدث التاريخي الذي شهدته باريس، والذي عرف في ما بعد باسم الثورة الطالبية، في تجربة صقلت شخصيتها حتى وإن لم تكن مشاركة مباشرة في الاحتجاجات الى جانب رفاقها الفرنسيين.

وتقول: “كان أمراً ساراً أن ترى الناس يطالبون بأمور ويرفضون أموراً أخرى” فقد كان ذلك “مؤشراً إلى مستوى حرية الفكر”.

وعملت رلى لوقت قصير في مكتب “فرانس برس” في بيروت في سبعينات القرن الماضي، حيث اكتسبت “الصرامة والسرعة والدقة” كما تقول.

وينظر إلى الدور الذي تضطلع به السيدة الأفغانية الأولى بعين الجرأة لكونها سيدة أجنبية ومسيحية في بلد مسلم محافظ ما زالت حقوق النساء فيه ضعيفة رغم التقدم المحقق في هذا المجال في السنوات الأخيرة.

وشكّل كونها مسيحية، واحدة من النقاط التي هوجم زوجها بها أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية، لكنها تقول: “أعتقد بأن هذه المرحلة طويت الآن”.

وهي تعلن مواقف تعد جريئة في أفغانستان، كتأييدها القانون الفرنسي الذي يحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة، ويسمح في المقابل بالحجاب الذي يبقي الوجه مكشوفاً.

وتقول: “أنا أتفق تماماً مع السياسة الفرنسية المعارضة للنقاب والبرقع اللذين يحولان دون قدرة المرأة على الحركة وهي ترى ما حولها”.

لكنها في المقابل لا ترى مشكلة في أن تضع المرأة حجاباً أو أن ترتدي ثياباً طويلة بما يتناسب مع قناعاتها الدينية.

وتسعى هذه السيدة البالغة من العمر 66 سنة، إلى عدم الانزواء في القصر الرئاسي، بل أن تضطلع بدور في الحياة العامة كاسرة بعض المحرمات الاجتماعية بتواجدها مع زوجها او حتى بإلقائها خطابات في مناسبات معينة، بخلاف زينات كارزاي زوجة الرئيس السابق حميد كارزاي، الذي تولى رئاسة البلاد بعد الإطاحة بحكم حركة طالبان المتشددة في العام 2001.

ووجّه أشرف غني لزوجته الشكر والتحية في خطاب تنصيبه قبل نحو شهر، “مظهراً بذلك احترامه كرجل لزوجته وتقديره لدورها” على ما تؤكد.

وتعبر رلى سعادة في ختام المقابلة عن أملها بأن ترى “الرجال في أفغانستان اكثر تقديراً لدور زوجاتهم وبناتهم وأخواتهم” بعد انتهاء الولاية الرئاسية لزوجها الممتدة على خمس سنوات.