- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

أوباما – نتانياهو: الود المفقود

Najat2014نجاة شرف الدين
هي من اللحظات النادرة في العلاقة الأميركية الإسرائيلية ما يتم تداوله في الصحافة من حملات على خلفية التوتر المتجدد بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وهو ما كان يعرف سابقا بالكيمياء المفقودة بين الرجلين منذ وصول أوباما الى سدة الرئاسة ، ومحاولته فتح ملف المفاوضات من أجل تسوية فلسطينية إسرائيلية ، وعمل نتانياهو على إفشالها عبر تمسكه بسياسة الإستيطان .
اللافت هذه المرة عدد المقالات في الصحافة الأميركية كما الإسرائيلية التي تتحدث عما أوصل العلاقة الى هذا المستوى من التصعيد في اللهجة ، ولو عبر القنوات القريبة من الرجلين دون تبنّيها مباشرة ، والتي وصلت الى حد إطلاق أوصاف مثل الجبان المريع ( تشيكن شيت ) وهو توصيف أطلقه الصحافي الأميركي جيفري غولدبرغ عن نتانياهو ، والمتردد والضعيف وهي أوصاف أطلقت من الصحافة الإسرائيلية على أوباما ، وهو ما إستدعى ردود في بعض المحطات من البيت الأبيض .
نتانياهو الذي يستفز أوباما في كل مرة يزور فيها الولايات المتحدة ، إن عبر خطاباته النارية في الكونغرس أو حتى في الجمعية العامة للأمم المتحدة ، أو حتى في لقاءاته التي يقصد تسريبها الى الإعلام مع منافسي أوباما من الجمهوريين ، أو عبر تهديداته المبطنة بأن مرحلة جديدة ستبدأ بعد الإنتخابات النصفية وسيطرة الجمهوريين على مبنى الكابيتول ، وعندها سيتم طرح مواضيع مثل المبادرة السياسية والمفاوضات مع إيران ، في إشارة الى الحد من يد أوباما المطلقة في التعامل مع ملفات السياسة الخارجية الأميركية .
من جهته ، أوباما الذي ضاق ذرعا من تصرفات نتانياهو ، وجه رسائله أيضا من خلال الإستقبال الباهت الذي لقيه وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعالون الذي إلتقى نظيره الأميركي شاك هايغل وإختفى باقي المسؤولين عن السمع كما شنت وزارة الخارجية الأميركية حملة عليه معتبرة أنه عدو التسوية .
أسلوب نتانياهو العدائي تجاه أوباما لم يلق إستحسانا مطلقا في الشارع الإسرائيلي وهو ما عبرت عنه بعض المقالات في الصحافة ، كما كتبت سيما كدمون في يديعوت أحرونوت  تقول ” إن من يساعدنا في مليارات الدولارات والتسليح والعقوبات على أعدائنا وإستخدام الفيتو ضد قرارات معادية لنا والأهم بضمان وجودنا ، لا يمكن أن نعامله بنكران الجميل مضيفة إن 70 بالمئة من يهود أميركا صوتوا لأوباما بينما نتانياهو حصل على 24  بالمئة فقط من أصوات يهود إسرائيل ” .
على الرغم من وصول مستوى العداء المتبادل بين الرجلين مرحلة متقدمة ، إلا أن نتانياهو مجبر على التعاطي مع أوباما في السنتين المتبقيتين من ولايته حتى لو حصل الجمهوريون على الكونغرس ، كما أن أوباما مجبر على تأمين كافة مستلزمات التعاون الأمني لدولة إسرائيل ، ووحدها القيادة الجديدة لأحد الطرفين يمكن أن تخلق مناخا مختلفا أو وداً مفقوداً ، فلن تُصلح السنتين المتبقيتين من ولاية أوباما ما أفسدته علاقات السنوات الست الماضية .