- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

“ماراثون” لطرد السياسيين

Capture d’écran 2014-11-10 à 07.59.05معمر عطوي

تطرح المشاركة الكثيفة من الشعب اللبناني في “ماراثون” الركض كل عام سؤالاً حول ما يمكن أن ينجح في جمع اللبنانيين على هدف واحد، في ظل تنافرهم سياسياً ومذهبياً، وتحولهم الى تجمع ثقافات متباينة على أرض صغيرة لا تزيد مساحتها على العشرة آلاف وربع من الكيلومترات المربعة.

هذا “الماراثون” الذي كان موعده أمس في بيروت، يعطي المشارك انطباعاً أولياً ان الشعب اللبناني محب ومسالم ومتفاعل مع الحدث الرياضي وفعاليات هذا اليوم المرافقة من غناء وموسيقى، حيث ترى تفاعل بعض المشاركين مع الفرق الاستعراضية يؤكد كم هو “شعب كوول” هذا اللبناني العظيم.

ترى في هذا النشاط المرأة المحجبة الى جانب غير المحجبة والملتحي الى جانب الحليق والطفل والشيخ الى جانب الشباب من نساء ورجال. سليمون ومن ذوي الحاجات الخاصة. كلهم يسيرون أو يركضون جنباً الى جنب في سباق مع الزمن نحو فرصة أفضل ومساحة أجمل لا يعثرون عليها في يومياتهم المملة المشحونة بالخوف من الإرهاب حيناً، ومن انفلات الأمور نحو حرب مذهبية بين الزورايب والأحياء، حيناً أخرى، أو من تصاعد حدة سوء الوضع الإقتصادي الرديء أصلاً.

ليت الشعب اللبناني دائماً cool في معالجة قضاياه السياسية والاجتماعية، كما يبدو متسامحاً ومحباً للسلام والبيئة والرياضة في “الماراثون”. ليته يبقى جنباً الى جنب في مسيرات واحتجاجات ضد حيتان المال و”دواعش” الطوائف وأصحاب السياسات الفاسدة.

لقد كان لبنان بهوياته المتناقضة والمتباعدة أمس كله في بيروت، متجاوزاً خلافاته وتعدد أهوائه السياسية وانغماساته الآيديولوجية. لكن عنوان “العقل السليم في الجسم السليم” فقط هو الذي جمعهم. ليت الرياضة تقوم دائماً بصناعة عقل سليم سوي بعيد عن انجراحات الأفكار العقائدية ونزوات المصالح السياسية.

ليت “الماراثون” يتحول الى ثورة حقيقية تحمل مطالب شعب موحد يتجاوز المسجد والكنيسة والخلوة الى رحاب مطالبه الاجتماعية وحقوقه السياسية. ليت الشعب اللبناني يركض نحو مستقبله الحقيقي فيطرد سياسييه من هيكله الانساني الـcool فيلقي معه كل هذه الطبقة السياسية – الطائفية في مزبلة التاريخ.