- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

اختفت البيرة ومعها فساتين النساء الملونة

Capture d’écran 2014-11-10 à 12.20.12بسّام الطيارة

ترجل سليم من السيارة وتوجه نحو المقهى الذي يلجأ له كل يوم بعد العمل.

تمهل هذه المرة النازل أبو سامي قبل أن يحتفي به كعادته، ولم يردف السلام بآخر نكتة تتداولها المواقع الاجتماعية، أو بالحديث عن آخر فيديو شاهده على فيسبوك. تقدم منه وعلى وجهه مسحة كآبة. طلب سليم مثل عادته زجاجة بيرة. جاءت إجابة أبو سامي سريعة «لا تباع الكحول هنا!». ابتسم سليم ولكن النازل لم يتحرك من مكانه ينتظر طلباً مختلفاً. «بيرة» قالها سليم وهو يمسح التعب من عينيه بعد 7 أيام عمل متواصلة ليلاً نهاراً في المختبر لإخراج تقرير علمي سنوي. «لا تباع الكحول هنا!» الإجابة جاءت مماثلة للأولى من دون أي ابتسامة.

لعب التعب الذي عبأ جسد سليم وأنهك عقله دوره فنهض من دون أن ينظر إلى النازل وخرج من الحانة. في الحانة الموجودة على الرصيف المقابل كانت الإجابة مشابهة. وكذلك في الفندق الموجود في نهاية الشارع.

ولكن، لاحظ سليم الوجوه المكفهرة كلما طلب زجاجة بيرة. حلس في السيارة ثم سحب هاتفه المحمول (الذكي) ليرى هل من خبر يمكن أن يفسر ما يحصل في مسألة البيرة؟

الأنترنيت كان مقطوعاً.

نظر من نافذة المركبة فرأى جميع الوجوه مكفهرة وقاطبة وقد غابت الابتسامات عنها. نزل من السيارة وتوجه إلى كشك الصحف والمجلات. تعجب من غياب الألوان التي كانت تغطي الحائط المحيط بالكشك. فقط صحيفة واحدة كانت معلقة وتحمل عنواناً أسوداً كبيراً «داعش تحكم البلاد». هوى قلبه والتفت إلى الوراء. في هذه اللحظة انتبه إلى غياب الفساتين الملونة. إلى غياب الأنثى من الشوارع. فرك عينيه مراراً. لا ليس حلماً إنه الواقع. واقع داعشيٌ.