- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

سر زيارة نصر الله إلى جبهة القتال

بيروت – «برس نت» (خاص)

حسن نصر الله

حسن نصر الله

بعد ثلاثة أسابيع على زيارة حسن نصر الله أمين عام حزب الله للبقاع ما زال هدف هذه الزيارة سراً تتبارى القوى في محاولة تفسيره.
مصدر مقرب جداً من الحزب الشيعي قال لـ«برس نت» إن ما صدر من تفسيرات على لسان «الأعداء والخصوم السياسيين في لبنان وخارج لبنان» لا يمت بأي صلة إلى حقيقة الأسباب التي دفعت بنصر الله لـ«هذه الزيارة المحفوفة بالمخاطر»، خصوصاً في ظل «تبادل الرسائل المتفجرة بين الحزب واسرائيل» في هذه الفترة.
بالطبع توجد بعض «الحقائق الواقعية» في ما ذكرته الوسائل الإعلامية حول الزيارة إذ أن «مقاتلي حزب الله قد فوجئوا ليلاً بالزيارة، خصوصاً وأن نصر الله كان مرتدياً الزي العسكري». ويتابع المصدر بأن حقيقة واحدة ظهرت من خلال الزيارة هي أنها أعقبت « تقديم واجب العزاء لبعض العائلات البقاعية التي سقط لها أبناءها في المعارك».
أما ما ذكرته بعض المواقع من أن زيارة نصر الله لجبهة القتال هي لـ«توجيه رسائل» إلى الأطراف التي يحاربها داخل سوريا أو إلى إسرائيل، فيقول المصدر بأن «نصر الله ليس بحاجة لهذه الزيارة لتوجيه رسائل» خصوصاً وأن الاحتفالات الدينية (عاشوراء) كانت على الأبواب ويستطيع توجيه ما يشاء من رسائل عبر خطابه.
ويضحك المصدر كثيراً بأن الزيارة مرتبطة بالـ«خوف من وقوع مستودعات الصواريخ في يد النصرة وداعش» ويقول «هل تكفي زيارة السيد لرفع الخطر عن قواعد عسكرية أو مستودعات أسلحة ؟ لدى الحزب أجهزة أمنية عالية الكفاءة لهذه الأعمال». من هنا يؤكد أن ربط الزيارة بـ«إعادة هيكلة التحصينات في بريتال» هي من نسج «الخيال الهوليودي» لبعض وسائل الإعلام.
ولكن لا ينكر المصدر من أن للزيارة علاقة بـ«التململ الحاصل لدى فئات من «أهالينا في البقاع» في إشارة إلى «شيعة البقاع وعشائرها» الذين سقط لهم العديد من الشهداء في معارك عرسال ومشارف سوريا وخصوصاً معركة بريتال، رافضاً تأكيد أو نفي الأرقام التي يتداولها الإعلام. إلا أنه ينفي أي حالة «رفض أو تذمر من متابعة القتال» وإن هو اعترف بأن الأمين العام دعا إلى «إلى الصبر لأن النصر سيكون حليف المقاومة» ولأن القتال «يستهدف أولاً وأخيراً المقاومة».
بعد كل هذا الضحد لكل ما قدم من تفسيرات لزيارة الأمين العام الاستثنائية لـ«جبهة القتال» ما هي الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذه الزيارة؟
«برس نت» تستطيع أن تجزم استناداً إلى مصادر متعددة ومعلومات متقاطعة أن السبب الأول للزيارة هو «وضع حد للفلتان الذي اعترى الهيكلية التنظمية للحزب على جبهات الحرب … خصوصاً في بعلبك والهرمل». وتؤكد المعلومات أن «الفلتان والانفلاشية التي شهدتها أوساط بعض كوادر الحزب الحزب أثرت تأثيراً مباشراً على نفسية المقاتلين وأهالي المنطقة». وأن تحرك نصر الله جاء بعد تعدد التقارير «غير الرسمية» اتي تحدثت عن «تصرفات فوقية للعديد من كادرات الحزب في مناطق الهرمل وبعلبك». وجاءت معركة بريتال في ٥ و٦ ت١/أوكتوبر لتسلط الضوء على الخلل العسكري الذي تأتى من جراء الانفلات التنظيمي».
المعلومات التي تناهت إلى الأمين العام «عبر قنوات خارج الحزب ولكنها مصدر ثقة بالنسبة له» تكدست منذ قبل انطلاق معارك جرود عرسال وقد وصف أحد المقربين من الأمين العام تصرف كادرات الحزب في البقاع بأنها «شبيهة بتصرفات كادرات فلسطيني فتح في العرقوب وفي بيروت» ووصف آخر «نمط حياة أبناء كادرات الحزب بأنها بعيدة جداً عن فلسفة الحزب» وعدد آخرون «سيارات المرسيدس ورباعيات الدفع التي يستقلها أولاد كادرات الحزب» وذكر أحدهم بشكل خاص أن «ابن أحد أبرز قيادي الحزب يتنقل مع أربع حراس شخصيين في سيارتين فاخرتين تذكر كثيراً بالمواكب السورية  لأزلام كنعان في عهد الوصاية السورية». وتؤكد المعلومات أن نصر الله «أصدر أوامر صارمة جداً» وتم سحب كل السيارات الفاخرة من أيد «أولاد الكادرات» ومنهم «ابن القيادي الكبير رغم ما يمكن أن يسببه هذا من توتر داخل مجلس شورى الحزب».
وبالطبع أراد نصر الله أن يكون حاضراً بلباس عسكري ضمن أهالي القتلى البعلبكيين ليصدر تلك الأومر «إذ أن معظم التقارير التي وصلت إليه جاءت من مناطق بعلبك-الهرمل» التي فقدت العديد من أبناءها في المعارك، فيما كانت تشاهد أبناء الكادرات «يصولون ويجولون في السيارات الفاخرة».