- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

فيديو «الذبح» موجه للعرب والمسلمين وليس للغرب

نقطة على السطرBassam 2013

بسّام الطيارة

سأل بعض القراء «لماذا لم ننشر فيديو داعش الذي يظهر ذبح الأميركي عبد الرحمن (بيتر) كاسيغ والجنود السوريين؟».

السائلون لهم ثلاثة آفاق:

الأفق الأول يحمل «نية صافية» تجاه مسألة «فضح» داعش وادعاءها الإسلام وهي بعيدة جداً عن تعاليم الدين الحنيف. هذا الفريق يرى الموقع «متواطئ موضوعياً مع داعش». يتجاهل هذا الفريق كون الرهينة قد أعلن إسلامه وانتقى اسم عبد الرحمن.

الأفق الثاني ينقسم إلى قسمين الأول يحمل «نية حاقدة على الغرب» يريد أن يبرز أن الغرب ضعيف وأن المسلمين أقوياء (!) يمكنهم أن يطالوا أبناء أميركا وبريطانيا بالسكين بعد أن يلبسوهم رداء غوانتانامو يتجاهل هذا القسم ذبح الجنود السوريين . القسم الثاني يحمل «نية النيل من النظام السوري» يريد أن يظهر لمن يؤيده ضعفه. يتجاهل هذا القسم ذبح الرهينة الأميركي ابن الدولة الذي يدعم المعارضة السورية ويعادي النظام السوري.

الأفق الثالث يحمل «نية الانتقاد» للموقع أيا كانت أفعاله ومنشوراته وتعليقاته. بعض أفراده يرون في الانتقاد مسلكاً إلى «الفن للفن» يتنقلون ليلاً نهاراً من موقع إلى آخر بحثاً عن «تلصص رقمي» يودون أن يروا في كل المواقع ما تطبل له المواقع الأخرى وما يحتل واجهة الأحداث.

لم ننشر مقطع فيدو الذبح لأننا لا نريد الدخول في لعبة داعش. داعش تضع كل إمكانياتها الرقمية لتوسيع رقعة الخوف في العالم العربي والإسلامي فهي لا تتوجه للغرب بأي شكل من الأشكال. هدفها العالم العربي والإسلامي ومغزى رسائلها يحمل الخوف للفريق الأفق الأول وتحمل المديح البراق المجاني للفريق الأفق الثاني بقسميه وتستفيد من طبل وزمر الفريق الثالث.

لن ندخل في لعبة داعش الإعلامية، ولهذا لم ولن ننشر فيديو «ترويجي» لجرائم داعش.

منشوراتنا موجهة للفريق الأول والفريق الثاني في محاولة لإفهام الأول بأن قطع المدّ الإعلاني لداعش أفضل من الترويج له. ومحاولة لإفهام الفريق الثاني أن ترويج أفلام داعش على المواقع العربية لا تصل للغرب أولاً ولا تؤثر على سياسة الغرب ثانياً ولا على سياسة النظام ثالثاً لا بل على العكس. كل يمكن أن تؤدي له هو زيادة الخوف وبالتالي تسهيل وضع يد داعش على المزيد من الأراضي والمساحات والبلدات والمواطنين العرب … ومزيد من الذبح وقطع الرؤوس وصلب المساكين.

أما الفريق الثالث فنحن نرحب به ونرحب بانتقاداته أياً كانت دوافعها … البريئة غير البريئة.