- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

أبوابنا مفتوحة لـ حسام عيتاني …ولكن

ولكننا لا نستطيع تأمين مدخول مالي لمن يكتب على صفحاتنا. نؤمن له بالمقابل ما عجزت مؤسسات كبرى بإمكانيات مالية هائلة أن تؤمن له أو أن تضمن له: الحرية. حرية لقلمه. حرية للتعبير عن رأيه… أيا كانت آراءه.

كتب حسام عيتاني على صفحته على موقع «فيسبوك» تحت عنوان «مرّتان» قصته مع المؤسسات الكبرى … فهل «يجرب» المواقع المتواضعة مثل موقعنا الذي منذ ٤ سنوات يشق طريقه بين المواقع الكبرى من دون أي «دعم» رافضاً المساعدات والضغوط المباشرة وغير المباشرة؟

سؤال صعب جداً موجه لمن يريد أن يكسب لقمة عيشه من مهنة «نبيلة»المؤسسات الكبرى أيا كانت توجهاتها تتشارك في أنها «مصدر رزق» لمن يريد العمل في أحضانها. هذا ما خبره الزميل عيتاني فهو عبر من «تحت دلف السفير إلى تحت مزراب الـ ٢٤». من هنا فإن  خلاصة آفاق العمل الصحفي في العالم العربي هو «التزلف أمامك والعوز وراءك».

نثق بقوة في قدرة الزميل حسام عيتاني على «الانتفاض». ومن المؤكد أن العروض ستنهال عليه لما يحمله من فكر ثاقب وتحليل مهني للأحداث يرسلها بقلم رشيق إلى قراءه الذين يرتبط معهم بعقد أمان. فأياً كانت الوسيلة الإعلامية التي (من دون شك) سيعمل بها فإن كتاباته تتوجه لقراءه تموجب هذا العقد بانتظار مرة… ثالثة

هذا ما كتبه حسام عيتاني

مرّتان

مرتان حتى الآن أُمنع، مداورة او مباشرة من الكتابة. في 2009، “استقلت” من جريدة “السفير” بعد 13 عاما من العمل فيها منها ستة كمسؤول لصفحة الرأي. واليوم جرى ايقافي عن الكتابة في موقع “24”.
لجّة واسعة تفصل “السفير” عن “24”، في السياسة واشياء كثيرة أخرى. لكن يبدو انهما يلتقيان في أمور تتعلق بمفاهيم بسيطة ونافلة من مثل حرية الكاتب وحقه في التعامل باحترام، من بين آفات كثيرة اخرى تنخر في وسائل الاعلام والصحافة العربية. والحق اني لم اطلب الكتابة او العمل في “24”، ولم اسع وراءهم بل هم من عرضوا العمل علي مرتين وليس مرة واحدة.
“استقلت” (مع التشديد على المزدوجين) من “السفير” لرفضي الكتابة خلافا لقناعاتي واعلان الولاء للممولين وللرقباء الأمنيين والحزبيين. وأُوقفت من موقع “24” بسبب كتابتي ما اراه حقا لي بالتعبير عن رأيي، في حين ان القائمين عليه لم يرتقوا عن مستوى “صناديق البريد” و”توجيه الرسائل”.
اعرف ان هذا الكلام لن يرضي اصحاب المؤسسات والأموال ومن يديرها لهم وأعرف ان اصدقاء عدة سيعتبرون ما اكتب قضاء على فرصي في الترقي في “المهنة” وحرقا للجسور مع “اصحاب الشأن. ربما. لكني اتذكر هنا حديثا جرى مع شاب كان يعد مشروع تخرجه التلفزيوني عن الصحافة عندما سألني “ألم تفكر بولديك وعائلتك عندما قدمت استقالتك من السفير من دون ان يكون لديك عرض بديل”. كان جوابي اني لم افكر سوى بهم. فقد واجهني سؤال حاد اثناء المضايقات التي كنت اتعرض لها: ما هي الرسالة التي سأوجهها لهم ان بقيت في عملي وخضعت للضغوط (التي رافقها كالعادة مغريات مادية)؟ وصلت الى جواب ان الرسالة ستكون سلبية امام صبيين يكتشفان معنى الحياة.
موضوع “24” ليس ازمة حادة على الصعيد الشخصي مثل تلك التي شكلتها “استقالتي” من السفير. لكن ربما يعرف عبرهما بعض القراء ممن يستسهلون اطلاق الاحكام على الصحافيين والكتاب بالارتزاق والارتهان، وجها من وجوه المعاناة التي يتقاسمها عدد لا بأس به ممن لا زالت تعنيه الكتابة والصحافة والثقافة.
اعتذر عن طرح هذه المسائل التي قد لا تعني الشيء الكثير في زحمة المصائب المتناسلة، لكن قد يكون ثمة فائدة في اماطة اللثام عن جزء يسير من مناخات الاعلام العربي والتي لن تجد، حكما، منبرا ينشرها. جزء يتعلق بفهمنا لحرية التعبير والرأي واسلوب التعامل المؤسسي وتفاصيل من هذا المستوى البعيد حتى اليوم عن النقاش ناهيك عن الاعتبار….