- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

البحر والترحال موضوع معرض جديد في متحف LAAC

laacدنكيرك – أوراس زيباوي (خاص)

على الرغم من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها فرنسا منذ سنوات، لا تتوقف حركة النشاطات الثقافية والفنية. وقد أكدت باريس مرة أخرى، وبعد افتتاح متحف بيكاسو بحلته الجديدة و”متحف مؤسسة لوي فويتون” الذي صممه المعماري الكندي الأميركي العالمي فرانك جيري، على ريادتها كعاصمة فنية أولى في العالم. أما خارج العاصمة فتفتتح باستمرار المتاحف الجديدة وتقام المعارض في جميع المدن التي تخصص بلدياتها ميزانية للمتاحف والمكتبات والمعارض مما يعكس سياسية فرنسية وطنية متأصلة منذ قرون ترى أن الثقافة والفنون تلعب دورا هاما في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ضمن هذه الرؤية تقوم البنوك بتكوين مجموعاتها الفنية ومنها بنك “سوسياتي جينيرال”، ثاني أكبر البنوك الفرنسية الذي يملك مجموعة هامة من مقتنيات الفن المعاصر. ولتعريف الجمهور بهذه المجموعة تقام لها المعارض المؤقتة في المتاحف الفرنسية ومنها المعرض المقام حالياً في متحف الفن المعاصر في مدينة دنكيرك (شمال غرب فرنسا) المطلة على بحر الشمال بالقرب من الحدود مع بلجيكا.KANDER_Chongqing_IV

عنوان المعرض “عشرون ألف مكان” وهو يضم مجموعة من الصور واللوحات لفنانين من جنسيات وأجيال مختلفة يجمع ما بينهم موضوع السفر والترحال والبحر بتحولاته مع تبدل الأزمنة والأمكنة. من المشاركين في المعرض، قادر عطية، الفنان الجزائري المولود عام 1970 في فرنسا والذي بات يتمتع اليوم بشهرة عالمية وهو حاضر في المعارض ومتاحف العواصم الفنية في الشرق والغرب ومنها بيروت حيث أقيم له معرض في “مركز بيروت للفن” الصيف الماضي. تتنوع التقنيات التي يعتمدها الفنان بين التصوير والفيديو والتجهيزات القائمة على أعمال مركّبة. نشاهد له في المعرض صورا لبحر الجزائر مع الكتل الحجرية الضخمة التي أفرغت عند الشاطئ والأبنية الاسمنتية التي أحدثت تشويها كبيرا في المشهد الطبيعي.

أما الفنان الإيراني جلال صفر المولود في طهران عام 1968 فيعمل على موضوع السجاد الإيراني وعلاقته بالأمكنة ومنها مياه البحر حيث نشاهد في المعرض صور السجاد الملقاة على الشاطئ أو حين يتم غسلها في قلب البحر.

أشرنا الى أن الأعمال المعروضة هي لفنانين متنوعي الجنسيات ومنهم فنانون راحلون لكنهم قاموا بدور مهم في مسيرة الفنون الحديثة كالفنان الفرنسي ألفريد مانيسييه 1911-1993 الذي يعد من رواد مدرسة باريس التجريدية وهو استوحى العديد من اعماله من حركة مياه البحار وتموجاتها ومنها بحر الشمال، وتطالعنا في المعرض لوحة زيتية أنجزها عام 1968 بعنوان “الشمال الكبير”.

معرض “عشرون ألف مكان” المقام في متحف LAAC في مدينة دنكيرك شهادة جميلة عن الترحال والبحر وتحولاته بسبب التغييرات البيئية والمناخية والحروب… ولكل فنان رؤيته الخاصة لهذا “الموضوع الأبدي” الذي استوحى منه الأدباء والفنانون منذ أقدم العصور.