- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

فرنسا خوف من إلغاء الهند صفقة بـ ٢٠ مليار بعد تأجيل صفقة روسيا

mistralباريس – بسّام الطيارة (خاص)

أرجأت فرنسا «إلى أجل غير مسمى» تسليم روسيا  البارجة الحربية “ميسترال”  حتى تسوية الأزمة الأوكرانية وفق ما أعلن قصر الإليزيه في بيان، ذكر أن الرئيس فرنسوا هولاند «يعتبر أن الوضع الحالي في شرق أوكرانيا ما زال لا يسمح» بعملية التسليم و«رأى أنه من المناسب تأجيلها حتى إشعار آخر».
وقد رد نائب وزير الدفاع الروسي يوري بوريسوف سريعا بالقول إن روسيا «في الوقت الراهن» لن تلاحق فرنسا قضائيا لتحصيل تعويضات مالية. وقال “«سننتظر بصبر».
إلا أن الأنظار سرعان ما توجهت  إلى … نيودلهي العاصمة الهندية وقطر.
إذ أن ربط عقد عسكري موقع ومدفوع سلفاً بقضايا جيوسياسية يرمي القلق لدى زبائن فرنسا في مجال العتاد العسكري. والهند تتحضر لتوقيع «عقد القرن» بقيمة ٢٠ مليار دولار لشراء ١٢٦ طائرة رافال المقاتلة التي تصنعها شركة «داسو».
ومن المتوقع في حال وقع الاتفاق أن تبادر الشركة لتسليم أول ١٨ طائرة في مطلع عام ٢٠١٦ والباقي قبل نهاية عام ٢٠١٨. وكان من المفترض أن ينتهي التفاوض على  الصفقة وتوقيع العقد بحلول آذار/مارس من العام الحالي ولكنها أرجأت بعد أن استنفد الجيش الهندي ميزانيته.
وتتخوف الأوساط الصناعية من أن تكون أول «ردة فعل تجارية» على تأجيل تسليم البارجة البحرية لروسيا تأجيل توقيع صفقة طائرات رافال بمبادرة من الهند.
ونسب المتخصص في الشؤون الدفاعية في «معهد العلاقات الدفاعي والاستراتيجية» ( IRIS) «أرنو داميان» إلى مصادر «في وزارة الدفاع الفرنسية قولها إن عدم تسليم البارجة سيقود حتما إلى تأجيل أو إلغاء التوقيع على عقد بيع ١٢٦ طائرة للهند». في مقابل نسب موقع «ديفانس رادار» (رادر الشؤون الدفاعية) إلى مصادر هندية قولها «إننا نراقب عن كثب ما يحصل في ما يتعلق بصفقة البارجتين مع روسيا»، وتابعت هذ المصادر قائلة «عندما نكون أمام صفقات بمثل تلك المبالغ ونرى أن الأمور الأمور الجيوسياسية تتداخل بها علينا أن /ترفع حواجبنا/ تعجباً».
وبالطبع رفضت شركة داسو التعليق، كما رفض مسؤولون في وزارة الدفاع العندي التعليق على الأمر.
ويمكن أيضاً أن يؤثر هذا القرار على صفقة مع قطر، هي حالياً في «مرحلة متقدمة جداً من المفاوضات»، حسب إذاعة أوروبا-١ . وحسب الإذاعة فإن قطر استعد لشراء ٢٤ مقاتلة «رافال»من انتاج «داسو» في صفقة تصل قيمتها إلى ٣ مليار دولار.
إذا يأتي قرار فرنسوا هولاند اليوم فيما تسعى فرنسا لجذب عملاء لتصدير منتجها العسكري وبشكل خاص طائرات «رافال» التي لم لم تنجح بتصديرها رغم تميزها التكنولوجي . وفي حال إلغاء صفقات الهند وقطر فمن المحتمل أن تسفيد شركة «بوينغ» المنتجة لمقاتلات «اف-١٥» أو«كونسورتيوم يوروفايتر» الأوروبيالذي ينتج المقاتلة «تايفون».
تذكير:
وكان يفترض أن تسلم باريس موسكو بارجة ميسترال “فلاديفوستوك” منتصف تشرين الثاني/نوفمبر في إطار صفقة قيمتها 1,2 مليار يورو موقعة في حزيران/يونيو 2011 بين روسيا لكن تعقدت الأمور بسبب الأزمة الأوكرانية، وقوبلت الصفقة مع روسيا بانتقادات شديدة من دول حلف شمال الأطلسي ولا سيما الولايات المتحدة، فقرر هولاند مطلع أيلول/سبتمبر ربط ذلك التسليم بتسوية سياسية للأزمة الأوكرانية، وها هو يؤجلها مرة ثانية بعد أن عاد التوتر إلى شرق أوكرانيا.