- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

هل تريد مصر أن تلعب دوراً ريادياً في الشؤون العربية؟

Bassam 2013نقطة على السطر

بسّام الطيارة

نعم السؤال الذي يفرض نفسه منذ أن وصل حسني مبارك إلى الحكم هو التالي: هل تريد مصر العودة إلى لعب دور محرك في الساحة العربية؟

من دون العودة إلى «فعلة السادات» التي أخرجت مصر من الصراع العربي السرائيلي وسمحت لاسرائيل بشن سلسلة حروب على «الأخوة العرب» من دون أي رادع في خاصرتها الجنوبية أي مصر.فهي  شنت حروب على لبنان  (١٩٧٨، ١٩٨٢، ١٩٩٦، ٢٠٠٦) وفي فلسطين حرب يومية وتوسيع الاستيطان بشكل جنوني و«حبست» عرفات في غرفة قبل أن تقتله ومن ثم هدمت غزة مرتين وحاصرت ملايينها تجويعا وبعدها قصفت العراق (١٩٨١) وقصفت سوريا (٢٠٠٧) من دون الرادع المصري الذي كان يمكن أن يجعلها تفكر قبل أي خطوة جنونية.

ذهب السادات قتلاً وذهب خليفته مبارك بثورة شعبية امتدت لتطيح بأول رئيس منتخب محمد مرسي وأوصلت انتخابات جديدة اللواء عبد الفتاح السيسي إلى الحكم، ولكن السؤال ما زال جديراً بالطرح: هل تريد مصر أن تلعب دوراً ريادياً في الشؤون العربية؟

ما عدا التصريحات «آلديبلوماسية» الجوفاء لا نرى مصر تتحرك وتمد يدها إلى أي من الملفات المشتعلة في المنطقة… وهي كثيرة.

تصريحات كثيرة ولكن …فهي  لا تتحرك لمحاربة داعش في سوريا والعراق. لا تحرك ساكناً أمام الحالة السورية، تنفي قصفها للمتمردين في ليبيا ولا تهتم لما يحصل في الساحل وهي حديقتها الخلفية ومنطلقها نحو أفريقيا، لا تتحرك أمام ما يحدث في اليمن وفي الصومال أي في باب المندب وهو مدخل البحر الأحمر أي … قناة السويس أي شريان الحياة الاقتصادية المصرية. في المسألة الفلسطينية تستقبل الوفود الاسرائيلية والفلسطينية والوساطات الدولية«فقط» تطبيقاً لتعهداتها طبق معاهدة السلام التي وقعها السادات والتي أخرجت مصر من المعادلة  العربية.

تقفل المعابر مع غزة ليس كرهاً بالفلسطينيين ولا حتى وقفا «لتدفق السلاح» فالسلاح لا يأتي من غزة المحاصرة إلى مصر بل العكس. تقفل المعابر لأنها مكبلة الأيدي بسبب معاهدة السادات.

كل هذه الملفات التي جُردت أعلاه أدرجها الرئيس السيسي عندما توجه للصحافة في قصر الإليزيه. كل ملف احتل سطرين في التصريح ولكن لا خبر عن أي حراك لمصر على أرض الواقع.

تبدو مصر وكأن ما «حقنها به السادات» قد أدى مفعوله بشكل مستديم: نوع من الانطوائية المصرية وابتعاد عن حلقة العرب ومشاكل العرب وغوص في البحث عن حلول للأزمات الاقتصادية المتتالية التي تعصف ببلاد النيل، دون النظر إلى إمكانية الخلاص عبر تعاون عربي شمولي تقوده القاهرة.

هنا نتحسس «نجاح» السادات في إبعاد مصر عن محيطها العربي. هذا النجاح دفع بالعديد من الوطنين المصريين إلى أحضان التطرف الإسلامي، وهو الخطر الذي يتهدد مصر اليوم.