- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الشحرورة صباح…البحث عن السعادة

sabahمعمر عطوي

يؤكد هذا الالتفاف الواسع حول نعش الفنانة اللبنانية المتألقة دائماً جانيت فغالي، أو صباح، أو الشحرورة، أو أيقونة الفرح، سمها ما شئت، أن رحلة البحث عن السعادة في خضم الأزمات التي يعيشها اللبناني أصبحت من المهمات الشاقة، كذلك كان الواقع مع جنازة الشاعر سعيد عقل في وطن بات الغناء والشعر فيه هما سلوى اللبناني الباحث عن الحب وسط أقبية الحقد والبغضاء.

البحث عن السعادة والفرح والحب والجمال هي مهمة اللبناني الذي لا يجد وقتاً ليؤمن احتياجاته واحتياجات عائلته، فكيف يظل يبحث عن هذه القيم الجميلة وسط ركام الطعام القذر الذي يتناوله والهواء الملوث بغاز الميثان وبقايا اول وثاني اوكسيد الكربون، وآثار مطامر النفايات غير الصحية.

يجد اللبناني وقتاً بين مهنة وأخرى يمارسهما معاً ليستمع الى صباح ويستمتع بصوتها الجميل العذب. ويحزن لفقدها لكنه في وقت الحزن نفسه لا يتأخر عن المشاركة في حلقة دبكة او رقصة على إيقاع تغريد الشحرورة. هي ارادة الحياة والتمسك بجمالياتها رغم سوء الساسة وقلة تدبيرهم، وتراجع الازدهار والتنمية الى الحضيض وتنامي الارهاب الديني وغياب الالتزام بالقانون والقيم والأخلاق العامة.

اللبناني الذي فقد هذا الأسبوع ايقونة من ايقونات الفن العربي العريق، غفر لسعيد عقل نزواته السياسية وعنصريته ضد الفلسطينيين وتغنيّه بالعدو الاسرائيلي، ليتذكر فقط شعره الجميل الذي تحول الى أغنيات عذبة ترافقنا صباحاً مثل صوت صباح وفيروز ووديع الصافي.

نعم سعيد عقل الأديب مدرسة في الشعر لا يمكن أن تتكرر، وصباح هي سيدة الفرح التي فتحت على اللبنانيين نافذة على الحياة وعلمتهم كيف يكون العيش وكيف تكون السعادة رغم انها كانت بأمس الحاجة اليها في آخر ايامها. صباح أعطت الكثير للبنانيين لكنهم لم يعطوها كما اعطتهم. وسعيد عقل السياسي العنصري الشوفيني مات واقعاً منذ الثمانينات لكنه لم يمت شاعراً ولن يموت.