نجحت وكالة ناسا يوم الجمعة 5 ديسمبر/كانون الأول في إطلاق أول رحلة تجريبية غير مأهولة لمركبة الفضاء “اوريون” بواسطة الصاروخ “دلتا-4” الثقيل من مجمع الإطلاق “كيب كانافيرال”. يُذكر أن شركة ” United Launch Alliance ” الخاصة تتولى المسؤولية عن إطلاق “أوريون” إلى الفضاء.
وانطلق الصاروخ “دلتا-4” في الساعة 07:05 بتوقيت غرينتش، واستمرت رحلة المركبة على متن الصاروخ 4 ساعات، تدور فيها حول الأرض مرتين.
وتم في هذه الرحلة اختبار العديد من أنظمة “السلامة خلال الطوارئ” على متن المركبة الفضائية، مثل إلكترونيات الطيران والتحكم في الارتفاعات ومظلات الهبوط والدرع الواقي من الحرارة، وتحوي المركبة أيضا على مجموعة من الأجهزة المصممة لدراسة مدى ملائمتها لنقل رواد الفضاء عليها.
ويعد هذا الاختبار عملية تمهيدية لإطلاق المركبة “أوريون” لاحقا على متن الصاروخ SLS، التابع أيضا لوكالة ناسا، أقوى الصواريخ التي سيتم إطلاقها في التاريخ، والذي سيكون قادرا على نقل المركبات المأهولة بالبشر إلى أهداف داخل الفضاء السحيق، منها القمر، وأحد الكويكبات، وأخيرا إلى الكوكب الأحمر “المريخ” .
وقد كان من المقرر أولا أن ينطلق الصاروخ “دلتا – 4″، الذي يعد أكبر صاروخ في المخزون الأمريكي الحالي، في الساعة الثالثة والدقيقة الخامسة بعد ظهر يوم الخميس 4 ديسمبر/كانون الأول بتوقيت موسكو، لكن الوكالة الأمريكية اتخذت قرارا جديدا بتأجيل إطلاقه إلى يوم الجمعة.
وقد ابتعدت المركبة التجريبية أوريون خلال رحلة الأمس عن الأرض مسافة 5794 كيلومترا، بما يزيد بمقدار 15 مرة عن المسافة التي تفصل المحطة الفضائية الدولية عن الأرض، وهبوطت، بعد تأدية مهمتها، في المحيط الهادئ، حيث جهزت ناسا طائرة من دون طيار، لتلقط فيديو للمركبة مباشرة قبل الهبوط في المحيط.
ومع عودة المركبة للأرض يسعى العلماء إلى تقييم إعادة الدخول إلى الغلاف الجوي للأرض، حيث سيولد ذلك درجات حرارة تقارب الـ 2000 درجة مئوية، مما سيسمح للمهندسين بالتحقق من أن أنظمة الحماية الحرارية في أوريون ملائمة لمواصفاتها.