- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

في الإنتظار … إرهاب وحوار

Najat2014نجاة شرف الدين
عاش لبنان مرحلة دقيقة وحرجة مع إعلان جبهة النصرة عن إعدام الرهينة الدركي العريف علي البزال ، والذي كان سبقه إستشهاد ستة عسكريين في كمين في رأس بعلبك  إضافة الى إستشهاد خبير متفجرات أثناء تفكيكه لعبوة زُرعت على طريق عرسال  . المشهد إختصار لحالة العجز التي تعيشها السلطة السياسية ، وحالة التخبُّط في ظل عدم الوضوح في إستراتيجية حكومية لخلية الأزمة التي شكلتها لكيفية التعاطي مع هذا الملف ، على الرغم من مرور حوالى أربعة أشهر على إختطاف العسكريين ومع تعدد القنوات التفاوضية،  وإنسحاب قطر من هذا الملف ، وعودة هيئة العلماء المسلمين لتطرح نفسها وسيطا مكلفاً مع الخاطفين  .
المشهد اللبناني ، يعكس حالة الأزمة السياسية القائمة ، لا سيما حالة التوتر التي تنتظر اللقاء المرتقب للحوار بين حزب الله وتيار المستقبل ، الذي بدوره ينتظر عودة مدير مكتب الرئيس سعد الحريري من زيارته الخارجية والمتوقعة قبيل نهاية العام ، بسبب إصرار عرّاب هذا الحوار ، الرئيس نبيه بري ، بعقده قبيل نهاية العام وعدم التأجيل  الى العام المقبل ، خاصة في ظل الظروف الأمنية والسياسية الدقيقة التي تمر بها البلاد .
الترتيبات للحوار المفترض جاءت بعد كلام الرئيس الحريري التلفزيوني الأخير والذي أكد خلاله على الدخول في حوار مع حزب الله من دون شروط مسبقة ، من أجل تخفيف التوتر وصونا للمصلحة الوطنية . الحريري الذي إستبعد حصول لقاء مع السيد حسن نصر الله في مرحلة قريبة ، حدد ملفات البحث في رئاسة الجمهورية وتخفيف الإحتقان مما يعني أن القضايا الخلافية المتعلقة بالسلاح في الداخل ووجود الحزب في سوريا ، ستبقى خارج النقاش من أجل المحافظة على التواصل .
مما لا شك فيه أن الدعوة الى الحوار ، جاءت بموافقة إقليمية ودولية ، ومما لا شك فيه أن القرار الخارجي بالمحافظة على الحد الأدنى للإستقرار لا يزال قائما ، وهو ما عبر عنه صراحة الموفد الرئاسي الروسي ميخائيل بوغدانوف خلال زيارته الأخيرة للبنان ولقاءه المسؤوليين ، إلا أن التوترات القائمة في البقاع نتيجة إستمرار إحتجاز العسكريين والمعارك على جبهة عرسال  والفوضى السياسية التي رافقت هذا الملف ، أدت الى عودة هاجس الخوف من تفّلت أمني  يمكن أن يمارسه المسلحون الإرهابيون أو محاولة نقل المعركة خارج حدود عرسال لتخفيف الضغط عليهم .
صحيح أن لا توقعات متفائلة من الحوار المرتقب بين حزب الله والمستقبل ، لأن الإيقاع الذي يعمل عليه هذا الحوار مرتبط بالضرورة بالإيقاع الإقليمي ، المرتبط بدوره بالحوار الإيراني الأميركي ، لكن ثمة لحظات تمر في الفضاء الإقليمي والدولي ، كما حصل في تشكيل حكومة الرئيس تمام سلام ، يمكن من خلالها تمرير ملف أو إستحقاق ، ومن هنا فإن حالة الفوضى المستقرة التي يعيشها لبنان ، تنتظر هذه اللحظة ، التي لا شك آتية ، ولو بعد خراب البصرة !!!