باريس – بسّام الطيارة (خاص)
لن يعود رئيس الوزراء اللبناني من باريس خالي اليدين. فقد تم خلال الزيارة وضع النقاط على حروف عقد الهبة السعودية لصفقة الـ ٣ مليار دولار لتدخل حيز التنفيذ. وقد تنفس الفرنسيون واللبنانيون الصعداء بعد تجاوز مرحلة «القطوع الذي كان يعيق توقيع وتنفيذ الصفقة» حسب مصدر فرنسي مقرب من الملف الذي فسر العقبة التي أخرت تنفيذ الصفقة بأنه «إصرار بعض السياسيين اللبنانيين على الحصول على عمولة وهو ما كانت ترفضه المملكة السعودية بشكل جازم». ويرفض المصدر الدخول في تفاصيل العقبات التي اعترضت الصفقة ويقول «الأمر بات وراءنا لقد اهتم به السعوديون وتمت التسوية من دون دفع أي عمولة» نسأل: كيف؟ يبتسم.
ومن المنتظر أن يتوجه رئيس مجلس ادارة الشركة الوسيطة «اوداس» (ODAS) الأميرال «إدوراد غييو» الذي يصل إلى بيروت في الأيام المقبلة وقائد الجيش جان قهوجي على للتوقيع على الاتفاقية النهاية وملحقاتها بعد أن وقعها بالأحرف الأولى في باريس نائب رئيس الأركان اللبناني العميد الركن مارون حتي.
وبعد المحطة البيروتية ستوجه الأميرال غييو إلى المملكة السعودية لإطلاع السلطات على اللائحة النهائية وشروط الاتفاقية ليتم توقيع عقد التمويل النهائي بين الدولة الفرنسية والمملكة، ليبدأ تسليم المعدات بعد تحويل القسم الأول من قيمة الصفة وهي بحدود الـ ٦٠٠ مليون دولار أي حوالى الـ ٢٠ في المئة من قيمة الهبة.
وقالت المصادر الفرنسية المتابعة لتفاصيل الصفقة لـ«برس نت» إن الاتفاقية مؤلفة من حوالي ٩ آلاف صفحة تتضمن لائحة المشتريات وشروط ضمان التصنيع والصيانة وإعادة التأهيل التي ستمتد لفترة ٥ سنوات.
وتتضمن اللائحة النهائية للمعدات نوعين من الأسلحة : الأسلحة المتواجدة في المخازن أو المستعملة والتي تم إعادة تأهيلها، والتي يمكن شحنها على وجه السرعة وهي ٧ طائرات مروحية من طراز «غازيل» مزودة بصواريخ هوت المضادة للدروع و٧ طائرات مروحية مدرعة من طراز «بوما» لنقل الجنود في أرض المعركة. أما الأسلحة التي سيبدأ تصنيعها الفرنسيون ما أن تصل الدفعة الأولى فهي ٤ زوارق حربية سريعة وطائرات مروحية من طراز متقدم إضافة إلى ذخيرة صواريخ هوت وميلان. وسيتم تسليمها على دفعات قد تمتد لشهور طويلة.
وإلى جانب المعدات تتضمن الصفقة بنود تأهيل لخبراء الجيش اللبناني وتدريب على صيانة المعدات ومن المتوقع أن تتوجه لجنة عسكرية فرنسية إلى لبنان لمناقشة تفاصيل فترات التدريب.